وفي سبتمبر عام ١٩٤٩ م حينما أعلن سمو أمير برقة (ملك ليبيا فيما بعد) استقلال إمارته الداخلي اختار أول من اختار السيد حسين مازق لتولي وزارة الزراعة والغابات ثم تجددت هذه الثقة الكريمة فاسندت إليه وزارة الداخلية في الوزارة الساقزلية الأولى لبرقة، وقد بقي في هذا المنصب الرئيسي الممتاز الذي يحتاج إلى توفر صفات هامة، قل أن توجد في سواه، حتى شهر مايو ١٩٥٢ م عقب إعلان استقلال ليبيا التام فعينهُ الملك إدريس الأول ملك ليبيا واليا على ولاية برقة، والوالي في ليبيا يمتاز على بقية الحكام باعتباره ممثل الملك ومركزه الأدبي والسياسي يقع قبل منصب الوزير في الأهمية، وإنك حيثما تضرب في أية جهة من القطر الليبي لا تجد إلا من يثني على هذا الوالي الشاب الذي طبقت شهرته جميع أنحاء البلاد لما يتحلى به من أخلاق كريمة وإخلاص لوطنه وولاء لمليكه الذي وضع فيه ثقته السامية، وقد خطت ولاية برقة تحت حكمه خطوات واسعة في سبيل النهضة الاجتماعية والعمرانية والثقافية، ولا شك في أنه يحتل المكان الأول بين حكام الأقاليم الليبية الثلاثة لما أظهره طيلة توليه من مهارة ونشاط وإحكام.
ومن طامية عائلة حدوث ظهر محمد الصيفاط أبو فروة من مواليد عام ١٩١٦ م التحق بالحياة السياسية في ليبيا في أواخر عام ١٩٥٠ م حيث انتخب عضوا في مجلس نواب برقة في عهد الاستقلال الذاتي، كما تعين بمرسوم ملكي عضوا في الهيئة التأسيسية الليبية، وبعد أن أنهت الهيئة المذكورة أعمالها وأُعلن استقلال ليبيا اشترك في انتخابات مجلس برقة التشريعي، وبعد ثلاث سنوات في المجلس المذكور عُين في شهر مايو سنة ١٩٥٥ م بمرسوم ملكي ممثلًا لولاية برقة في لجنة البترول الليبية.
وكان اختيار الملك إدريس السنوسي له أكبر شاهد على ما لصاحب الترجمة من عقل راجح وكريم محتد؛ وذلك يرجع لبعد نظره، وكما قلنا سابقًا أن نسب هذا البيت (طامية) له سلسلة شرف فهم إذن عرب أشراف تحلّوا بصفات يعرفها عنهم جميع من خالطتهم، ورحمه الله الشاعر الذي قال هذا البيت:
هم حلّوا من الشرف المعلى … ومن حسب العشيرة حيث شاءوا