للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ٨٠٦ هـ وخرب إقليم الصعيد، فارتفعت يد السلطنة عن ثغر أسوان ولم يبق للسلطان في مدينة أسوان وال) (١).

والجدير بالذكر أن من بني الكنز هؤلاء النواة الأولى التي تألف منها جماعة الكنوز الذين يعيشون في بلاد النوبة في سودان وادي النيل إلى الآن.

وقال أحمد لطفي السيد عن كنز:

أصلهم معروف من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، هاجرت في القرن الثالث الهجري إلى مصر قادمة من الجزيرة العربية، وبالتحديد في زمن خلافة المتوكل العباسي، وقد تفرقوا في جهات أسوان وشمالي بلاد النوبة، وفي عام ٢٥٦ هـ - ٨٦٩ م رافقت جُهينة إلى البجة شرقًا، وكانت البجة تشن الغارة على القرى الشرقية حتى خربت، فقامت ربيعة تصدهم حتى كفوهم، ثم تزوجوا منهم واستولوا على معدن الذهب في العلاقي فكثرت أموالهم واتسعت أحوالهم وصارت لهم مرافق ببلاد البجة واختطوا قرية النمامس وحفروا فيها الآبار، ثم استقرت ربيعة ببلاد النوبة يغريهم الذهب ويدفعهم إليها ظلم جباية الضرائب في وادي النيل، وكان رئيس ربيعة في ذلك الحين هو إسحاق بن بشر، وقد حارب بنو بشر هؤلاء سكان عيذاب من بني يونس وهم مثلهم من ربيعة ملكوها حين قدومهم من اليمامة فأجلوهم عنها إلى الحجار، ثم كانت منازعات بين البشريين من ربيعة قتل فيها شيخهم إسحاق من بشر وانتخب بدله أبو زيد (٢) ابن عمه وهو أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن يوسف وكان مقره بلبيس، فلما انتخب شيخًا لربيعة اتخذ مركزه المختار في أسوان ثم انضم إليهم الكثير من البجة وهاجر القليل منهم إلى الجنوب وأفسحوا المجال لقبائل عربية أخرى أخذت مكانهم في نفس الصحراء، وفي عام ٣٣٣ هـ - ٩٤٤ م يقول المسعودي في مروج الذهب: إن بشر بن مروان أمير ربيعة كان تحت إمرته ثلاثة آلاف من ربيعة ومضر وثلاثون ألفا من البجة وهم الحداربة الذين كانوا على الشواطئ الغربية للبحر الأحمر، وقد اعتنقوا الإسلام وتصاهروا مع العرب.

وقد ظلت ربيعة في أسوان ولم تتجه شرقًا حتى بسطت نفوذها على سكان هذه المنطقة وكونوا هناك شبه ارستقراطية حربية، وفي عام ٤١٢ هـ - ١٠٢٠ م ظفر


(١) نص البيان والإعراب للمقريزي.
(٢) أبو زيد أنشأ ساقية شعبان في أسوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>