وقال علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية عن وادي حلفا ما بين مصر والسودان أي ما بين أسوان جنوب مصر حتى حلفا على حدود السودان ٣٥٠ كيلو مترًا وأرضه الزراعية قطع متفرقة بين الصخور على الجانبين، ويرى المسافر بينها يمنة ويسرة قرى صغيرة أغلبها مركب من خمسة أو ستة بيوت، بيوت يظلها قليل من النخل في الأودية يطلق اسم الوادي على القرية، فالكنوز ما بين أسوان وقرية وادي السباع وأهل النوبة مركزهم فوق وادي حلفا إلى الدر، والعرب بين الاثنين في مسافة ٤٧ كيلو مترا فقط، ويطلق على أرض الكنوز وادي الكنور ولسانهم يقال له الكنزي وهو يقرب من اللسان البربري ويقال لأرض العرب وادي العرب.
قلت: والكنور بعد بناء السد العالي هاجروا شمالًا إلى أسوان والصعيد ومنهم في الوجه البحري عائلات كثيرة، ويشتغل كثير منهم في تجارة الإبل في سوق دراو بأسوان بالوقت الحاضر. وعن ربيعة المتأخرين فقد نزل فخوذ منها إلى مصر أشهرها الجعافرة من عَنَزة، ومنهم في سفاجة بالبحر الأحمر، وقد انضم بعض الفخوذ من ربيعة إلى قبائل قوية في الصعيد وحُسبوا من هذه القبائل، وهناك عرب الشعَّارة من العمارات في القليوبية وهم عنَزَة ومالوا إلى الفلاحة والزراعة ونسوا أنسابهم، وكذلك قبيلة الطميلات وتقدم ذكرهم في المجلد الأول من الموسوعة.