للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُقَيل بن كعب (هَوَازِن) ثم لما انقرض أمر بني الطاهر غلب بنو سُلَيْم على بلاد البحرين بدعوة الشيعة لما أن القرامطة حلفاءهم على هذه الدعوة، ولكن لم يستمر الحال فقد غلب بنو الأصفر (تَغْلِب) على البحرين بدعوة العباسية أيام بنو بويه في فارس، ثم تحالف بنو الأصفر مع بني عُقَيل وطردوا بطون سُلَيْم من البحرين.

وقد لحق أغلب سُلَيْم في أواخر القرن الرابع الهجري إلى صعيد مصر وأجازهم المستنصر بالله الفاطمي على يد وزيره الأزوري إلى حرب قبائل البربر من صنهاجة وزناتة الذين شقوا عصا الطاعة على الفاطميين واستقلوا بتونس والجزائر ورفعوا راية العباسيين هناك، وسوف نُفصِّل عن ذلك في موضعه.

ذكر الأستاذ حمد الجاسر في مجلة العرب نقلًا عن الهمداني في الإكليل:

إن قبيلة حرب من خولان القحطانية قد حاربت سُلَيْم العدنانية وأجلتها عن كثير من ديارها في الحجاز ونجد (١)، وذكر أن قدوم حرب إلى الحجاز من بلاد اليمن كان عام ١٣١ هـ، وقد حالفت بعض. القبائل "حرب" أو دخلوا فيها مثل مُزَيْنة. قلت: وبعض عشائر من سُلَيْم أيضًا ولربما هَوَازِن أو غَطَفان وقد أضاعوا نسبهم الأول مع مرور الزمن وحُسبوا من حرب.

وشارك عرب سُلَيْم في الفتوح الإسلامية في العراق والشام والمغرب العربي وغيرها من بلاد فارس وبلاد الروم، وكانت لهم الإمرة على بادية الحجاز في عهد الأمويين، وانتقلت إلى بني كلاب من هوازن في عهد الصحاح بن جندبة الكلابي، ثم عادت إلى سُلَيْم في أول عهد دولة بني العباس، وكان لبني سُلَيْم وبنو كلاب العامريين من هوازن دور فعال في حماية ثغور الدولة العباسية في الشام وغزواتهم المستمرة على البيزنطيين (بلاد تركيا) حتى فتحها العرب.

وذكر ابن خلدون في العبر: أن من سُلَيْم في الجاهلية صخر ومعاوية وهما فارسان فاتكان، وكان أبوهما عمرو بن الشريد عظيم مُضَر، وكان عمرو ينادي في الأسواق ببلاد الحجاز ويقول: أنا أبو عظيمي أو خيري مُضَر العدنانية فمن يراجعني؟ فلم يراجعه أو ينكره أحد، وكانت أخت صخر ومعاوية الشاعرة الشهيرة في الجاهلية وصدر الإسلام (الخنساء) وقد اشتهرت في جزيرة العرب بالشعر في رثاء أخويها صخرًا ومعاوية.


(١) قلت: والمؤكد تاريخيًا أن ذلك كان بعد نهاية القرن الرابع الهجري وانتقال الكثرة الكاثرة من بني سُلَيْم إلى مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>