للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وبعث أهل الشام بأبي الأعْوَر السُّلَمي.

- وبعث أهل مصر بمَعْن بن يزيد بن الأخْنَس السُّلَمي.

وفي جمهرة الأمثال للعسكري (طبعة الهند) قال:

اشتركت بنو سُلَيْم في الحروب التي استعرت نيرانها بين الزبيرية والمروانية وقُتل خَلقٌ كثير منهم في هذه الفتن.

ولما استبد الموالي من المعجم على دولة بني العباس بعد ضعفها في آخر عهدها أعتز بنو سُلَيْم بالقفر من أرض نجد، ثم اعتدوا على الحجاج وتطاولوا على الناس بالشر (١)، وكانوا إذا وردوا سوقًا من أسواق الحجاز أخذوا سعرها كيف شاءوا، ثم تداعى بهم الأمر أن أوقعوا بميناء الجار وبناس من باهلة وبني كِنَانة العدنانية فأجلوهم وقتلوا بعضهم وذلك عام ٢٣٠ هجرية، فوجه الخليفة العباسي من بغداد (وهو الواثق بالله) قائده بغا الكبير فقتل وأسر عددًا منهم في ديارهم بنجد والحجاز، ثم لما كانت فتنة القرامطة في بلاد الإحساء (شرق المملكة العربية السعودية) صار بنو سُلَيْم حلفاء لأبي الطاهر وبنيه من أمراء البحرين وقتئذ مع بني


(١) قال ابن خلدون في العبر: كان بنو سُلَيْم لعهد الخلافة العباسية شوكة بغي وكانوا بغيرون على المدينة وتخرج الكتائب من بغداد إليهم وتوقع بهم وهم منتبذون بالقفر. (أي المناطق المعزولة وغير المأهولة من صحراء نجد).
وذكر هزاع الشمَّري في كتابه مشاهير كرام العرب الصادر في المملكة العربية السعودية حادثة بين خليفة عباسي وبين بني سُلَيْم كما هو العادة بين دولة بني العباس مع سُلَيْم قال الأستاذ هَزاع عيد:
كان في زمان الخليفة العباسي المتوكل جعفر بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد قد قطعت بنو سُلَيْم الطريق على التجار فسلبوهم أموالهم فعلم المتوكل فجهز جيشًا لتأديب بني سُلَيْم وحاصر الجيش بعساكر الخليفة من بغداد ديار بني سُلَيْم وضيق الخناق عليهم، فتقدمت إحدى جاريات بني سُلَيْم للمتوكل وأنشأت تقول للخليفة العباسي:
أمير المؤمنين سما إلينا … سمو الليث مال به الغريف (*)
فإن نسلم فعفوا الله نرجو … وإن نُقتل فقاتلنا شريف
فأمر المتوكل العباسي للجارية السُّلمية بعشرة آلاف درهم لها وحدها، وقال لها: مُري على قومك من سُلَيْم وقولي لهم لا تردوا المال المسلوب من التجار إليهم فأني أعوضهم عنه، وأمر بالجيش فورًا بالانسحاب من ديار سُلَيْم وعوض التجار المسلوبين، وكان المتوكل العباسي القرشي من كرام العرب كما ذكر الأستاذ هزاع الشمري في مصنفه.
(*) - قلت: الليث: الأسد، والغريف، موضع في ديار سُلَيْم يسمى غريف الجلاة تسكنه عشائر من (حَبَش) تسمى الجلاة فسمى بهم، وهم حتى اليوم فيه وهم من بطون سُلَيْم التي بقيت في ديار سُلَيْم قرابة ألفي عام، وهم أحق بكل تقدير لأنهم أحبوا بلادهم التي نبعوا فيها رغم قسوة العيش بها، ولكن هنيئًا لهم بقربهم للحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية والتي من الله عليها بالخير والنعمة بعد توحيدها في هذا القرن على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>