وذكر هزاع الشمَّري في كتابه مشاهير كرام العرب الصادر في المملكة العربية السعودية حادثة بين خليفة عباسي وبين بني سُلَيْم كما هو العادة بين دولة بني العباس مع سُلَيْم قال الأستاذ هَزاع عيد: كان في زمان الخليفة العباسي المتوكل جعفر بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد قد قطعت بنو سُلَيْم الطريق على التجار فسلبوهم أموالهم فعلم المتوكل فجهز جيشًا لتأديب بني سُلَيْم وحاصر الجيش بعساكر الخليفة من بغداد ديار بني سُلَيْم وضيق الخناق عليهم، فتقدمت إحدى جاريات بني سُلَيْم للمتوكل وأنشأت تقول للخليفة العباسي: أمير المؤمنين سما إلينا … سمو الليث مال به الغريف (*) فإن نسلم فعفوا الله نرجو … وإن نُقتل فقاتلنا شريف فأمر المتوكل العباسي للجارية السُّلمية بعشرة آلاف درهم لها وحدها، وقال لها: مُري على قومك من سُلَيْم وقولي لهم لا تردوا المال المسلوب من التجار إليهم فأني أعوضهم عنه، وأمر بالجيش فورًا بالانسحاب من ديار سُلَيْم وعوض التجار المسلوبين، وكان المتوكل العباسي القرشي من كرام العرب كما ذكر الأستاذ هزاع الشمري في مصنفه. (*) - قلت: الليث: الأسد، والغريف، موضع في ديار سُلَيْم يسمى غريف الجلاة تسكنه عشائر من (حَبَش) تسمى الجلاة فسمى بهم، وهم حتى اليوم فيه وهم من بطون سُلَيْم التي بقيت في ديار سُلَيْم قرابة ألفي عام، وهم أحق بكل تقدير لأنهم أحبوا بلادهم التي نبعوا فيها رغم قسوة العيش بها، ولكن هنيئًا لهم بقربهم للحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية والتي من الله عليها بالخير والنعمة بعد توحيدها في هذا القرن على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود.