للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالت عمرة أيضًا:

قالوا قتلنا دُرَيْدا قلت قد صدقوا … فظل دمعي على السربال ينحدر

لولا الذي قهر الأقوام كلهم … رأت سُلَيْم وكعب كيف تأتمر

إذن لصبحهم غيا (١) وظاهرة (٢) … حيث استقرت نواهم جحفل ذفر (٣)

قلت: وفي الأبيات الأخيرة تعني عمرة أنهم أي قومها هَوَازِن لا يقدرون على الأخذ بالثأر من سُلَيْم لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قهر الأقوام والقبائل جميعًا، فلن يقف أحد أمامه، وأنه لولا ذلك لكانت هوازن تُغير كل يوم أو كل بعض أيام على سُلَيْم وتشفي الغليل بدم فارس الهيجاء دُرَيْد بن الصِّمة الجُشَمي، ومن جُشَم مع إخوانهم الهلالية وهم الآن بالمملكة المغربية والجزائر، وباقيهم الآن يشكلون قسما أكبر من قبيلة عُتيْبة في السعودية.

قال العلَّامة ابن حزم الأندلسي (٤) عن سُلَيْم:

ولد لسُلَيْم بُهْثَة. فولد بُهْثَة بن سُلَيْم: الحارث، وثعلبة، وامرؤ القيس، وعوف (كان كاهنا)، ومعاوية.

فمن بطون امرئ القيس بن بهثة: بنو عُصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بُهثة، وبنو عُميرة بن خفاف منهم الفجاءة وهو بجير بن إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن سَلَمة بن عميرة بن خفاف المرتد أحرقه أبو بكر - رضي الله عنه - بالنار، ومن بني عُصية بن خفاف: الخنساء الشاعرة، وأخوها صخر ومعاوية ابنا عمرو بن الحارث بن الشريد واسمه عمرو بن يقظة بن عُصية، ومالك ذو التاج، وكرز، وعمرو، وهند، وبنو خالد بن صخر بن الشريد وكلهم فرسان، وتوجت بنو سُلَيْم مالكًا المذكور، وقتل مالكًا وكرزًا عبد الله بن جذل الطعان الكِنَاني، وأبو العاج كثير بن عبد الله بن فروة بن الحارث بن حنتم بن عبد بن حبيب بن مالك بن عوف بن يقظة بن عُصية ولي البصرة بالعراق، والشاعر أبو شجرة عمرو


(١) غيا: ترد الإبل الماء يوما بعد يوم.
(٢) ظاهرة: ترد الماء كل يوم.
(٣) ذفر: ذو رائحة كريهة من صدأ الحديد.
(٤) الجمهرة صفحة ٢٦١ دار المعارف (القاهرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>