للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمت نزل جبريل ينصرهم … من السماء فمهزوم ومُعْتَنق (١)

منَّا ولو غير جبريل يقاتلنا … لمنعتنا إذن أسيافنا العُنُق

وفاتنا عمر الفاروق إذ هزموا … بطعنة بل منها سرحة العَلَق (٢)

شعر عباس بن مِرْدَاس (بني سُلَيْم العدنانية) في حُنَيْن:

عن ابن إسحاق في سيرة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

قال عباس بن مِرْدَاس السُّلَمي:

يا خاتم النُّبَآءِ إنك مرسل … بالحق كلّ هدي السبيل هداكا

إن الإله بني عليك محبة … في خلقه ومحمدا سماكا

ثم الذين وفوا ما عاهدتم … جند بعثت عليهم الضحَّاكا (٣)

رجلًا به ذرب (٤) السلاح كأنه … لما تكنفه العدو يراكا

يغشي ذوي النسب (٥) القريب وإنما … يبغي رضا الرَّحمن ثم رضاكا

أنبيك أني قد رأيت مكره … تحت العجاجة يدمغ الإشراكا

طورًا يعانق باليدين وتارة … يفري الجماجم صارمًا بتَّاكا (٦)

يغشي به هام الكماة ولو تري … منه الذي عاينت كان شفاكا

وبنو سُلَيْم معنوق (٧) أمامه … ضربًا وطعنًا في العدو دراكا (٨)


(١) معتنق: الأسير.
(٢) العلق: الدم.
(٣) الضحاكا: يقصد الضحَّاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هَوَازِن، وكان قائد بني سُلَيْم يوم حُنَيْن وكانوا ألفًا وقتئذ، ولم يحضر من رهطه بني كلاب، أحد يذكر مع هَوَازِن يوم حُنَيْن.
(٤) الذرب: الحدة.
(٥) ذوي النسب القريب: يقصد أن الضحَّاك يحارب قومه من هَوَازِن لأنهم يعاندون ويكابرون على الحق ويتمسكون بالشرك والضلال، وهذا لَمْ يمنع الصحابي الضحَّاك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن يرفع سيفه في وجه هَوَازِن قبيلته التي فيها يعزى وإليها ينتسب.
(٦) بتاكا: قاطع.
(٧) معنوق: مسرعون.
(٨) دِراكا: متتابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>