لما أكثر عباس بن مِرْدَاس السُّلَمي على هَوَازِن قال عطية بن عفيف النصري، وهو من "بني نصر بن معاوية" بن بكر بن هَوَازِن بن منصور بن عِكْرَمة بن خَصْفَةَ بن قيس عَيْلان بن مُضَر .. قال:
أفاخرة رِفاعة في حُنَيْن … وعباس ابن راضعة اللجاب
فإنك والفِجار كذات مرط … لربتها وترفل في الاهاب
ورفاعة: البطن الذي منه عباس بن مِرْدَاس وهو "رفاعة بن الحارث بن بُهْثَة بن سُلَيْم" بن مَنْصور بن عِكْرَمة بن خَصْفَةَ بن قَيس عَيْلان بن مُضَر.
راضعة اللجاب: العنز التي لبنها قليل.
وهَوَازِن قوم لا ينكر لهم قوة عزم وبأس وجبروت في الجاهلية وكذلك ثقيف، ولكن أين هم من قوة الله عليهم وبأس العرب جميعًا والنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خصمهم وهو المُبشِّر بالحق والدين القويم، ورغم استسلام قريش في مكة فقد عاندت وكابرت هَوَازِن وثَقِّيف.
وكما نرى أبو ثواب زيد بن صُحار أحد بني سعد بن بكر بن هَوَازِن يقول بكل كبرياء وصلف متمسِّكًا بنعرته القَبَلية رغم أن الحق ليس معه:
ألا هل أتاك أن غلبت قُريش … هَوَازِن والخطوب لها شروط
وكنا يا قُريش أذا غضبنا … كأن أنوفنا فيها سعوط
فأصبحنا تسوقنا قُريش … سياق العير يحدوها النبيط!
وهذا آخر من هَوَازِن ولكنه هنا يعترف بالحق بعد إسلام مالك بن عوف النصري ومعه هَوَازِن بعد غزوة حُنَيْن حيث قال:
أذكر مسيرهم للناس إذ جمعوا … ومالك فوق الرايات تختفق
ومالك ومالك ما فوقه أحد … يوم حُنَيْن عليه التاج يأتلق
حتى لاقوا النّاس حين البأس يقدمهم … عليهم البيض والأبدان والدُرُق
فضاربوا النّاس حتى لَمْ يروا أحدًا … حول النَّبِيّ وحتى جنة الغسق