للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولنا على بئري حُنَيْن موكب … دمغ النفاق وهضبة ما تقلع

نصر النَّبِيّ بنا وكنا معشرًا … في كلّ نائبة نضُر وننفع

زرنا غداتئذ هَوَازِن بالقنا … والخيل يغمرها عجاج يسطع

إذ خاف حدهم النَّبِيّ وأسندوا … جمعًا تكاد الشمس منه تخشع

دعي بنو جُشَم وتُدعي وسطه … أفناء (١) نصر والأسنة شُرَّع

حتى إذا قال الرسول محمد … بني سُلَيْم قد وفيتم فارفعوا

رحنا ولولا نحن أجحف (٢) بأسهم … بالمؤمنين وأحرزوا ما جمعوا

وقال عباس بن مِرْدَاس السُّلَمي في يوم حُنَيْن أيضًا:

عفا مجدل (٣) من أهله فمتالع (٤) … فمطلًا أريك قد خلا فالمُصانع

ديار لنا يا جمل إذ جل عيشنا … رخي وصرف الدار للحي جامع

حبيبة الموت بها غربة النوى … لبين فهل ماض من العيش راجع

فإن تبتغي الكفار غير ملومة … فإني وزير للنبي وتابع

دعاني إليهم خير وقد علمتهم … خزيمة والمرار منهم وواسع

فجئنا بألف من سُلَيْم عليهم … لبوس لهم من نسج داود رائع

نبايعه بالأخشبين (٥) وإنما … يد الله بين الأخشبين نبايع

فجسنا (٦) مع المهدي (٧) مكة عنوة … بأسيافنا والنقع كاب وساطع

عدنية والخيل يغشي متونها … حميم وآن من دم الجوف ناقع


(١) الأفناء: الجماعة من أصل واحد.
(٢) أجحف: انقص وأخذ.
(٣) مجدل: موضع في بلاد العرب وقيل اسم بلد طيب بالخابور إلى جانبه تل عليه قصر وأسواق كثيرة.
(٤) متالع: جبل بنجد وفيه عين يقال لها الخرارة كما قال الأصمر، وقال الحفصي هو جبل عنده ماء لبني مالك بن سعد؟.
(٥) الأخشبان: جبلان بمكة المكرمة.
(٦) جسنا: وطئنا.
(٧) المهدي: نبي الهُدى محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>