للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوم حُنَيْن حين سارت هَوَازِن إلينا … وضاقت بالنفوس الأضالع

صبرنا مع الضحَّاك لا يستفزنا … قِراع الأعادي منهم والوقائع

أمام رسول الله يخفق فوقنا … لواء كخذروف (١) السحابة لامع

عشية ضحَّاك بن سفيان معتص (٢) … بسيف رسول الله والموت كانع (٣)

نذود أخانا عن أخينا ولو نرى … مصالًا لكنا الأقربين نتابع (٤)

ولكن دين الله دين محمد … رضينا به في الهدى والشرائع

أقسام به بعد الضلالة أمرنا … وليس لأمر حمه الله دافع

وقال عباس بن مِرْدَاس أيضًا في يوم حُنَيْن:

تقطع باقي وصل أم مؤمل … بعاقبة واستبدلت نية (٥) خلفا (٦)

وقد حلفت بالله لا تقطع القوي (٧) … فما صدقت فيه ولابرت الحلفا

خفافية (٨) بطن العقيق (٩) مصيفها … وتحتل في البادين وحرَّة فالعرفا (١٠)

فإن تتبع الكفار أم مؤمل … فقد زودت قلبي على نأيها شغفا

وسوف ينيبها الخبير بأننا … أبينا ولم نطلب سوى ربنا حلفا

وأنا مع الهادي النَّبِيّ محمد … وفينا ولم يستوفها معشر ألفًا

بفتيان صدق من سُلَيْم أعزة … أطاعوا فما يعصون من أمره حرفا


(١) خذروف السحابة: طرفها.
(٢) معتص: ضارب.
(٣) كانع: مقترب.
(٤) يقصد في هذا البيت أن سُلَيْم وهَوَازِن أبناء رجل واحد، ولولا شركهم بالله لاتبعناهم وكنا دونهم من أي ضيم يلحقهم ولكن نحن نذود عن أخوتنا في الإسلام والإيمان فهم أقرب لنا وأولي من قرابة الدم والأصل. ونذود: أي ندفع.
(٥) النية: من النوى وهو البعد.
(٦) خلفا يجوز أن يكون مفعولًا من أجله أي فعلت ذلك من أجل الخلف، ويجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا للاستبدال، لأنَّ استبدالها به خلف منها لما وعدته به ويقوي البيت الذي بعده.
(٧) القوي: قوي العهد، وهذا هو الخلف المتقدم ذكره.
(٨) خفافية: نسبة إلى بني خفاف من سُلَيْم.
(٩) العقيق: واد بالحجاز.
(١٠) وحرَّة والعرف: موضعان في ديار سُلَيْم.

<<  <  ج: ص:  >  >>