للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال أن بعد انتصار المساعيد واندحار بني عُقبة سبى الأمير المسعودي الفتاة المُطَيْرية التي هي السبب في البلاء والحرب واصطحبها أسيرة إلى بيته وتزوجها واستمتع بجمالها عدة أيام، وقيل: أنه لم يلحق منها شيء، فعندما أدخلها بيته وعرفت أمه أنها الفتاة التي فتنت القوم تشاءمت منها وقالت هذه حيَّة خربت البيوت، وخرجت مُغْضبة، فلما سألها ابنها (أمير المساعيد) لماذا غضبت وخرجت من البيت؟

أجابت قائلة: لا أقيم تحت سقف واحد مع عروسك فلا تعجبك بزينتها وجمالها تراها صَلَبية!!، هنا قول المرأة على المُطَيرية هكذا لأنها تكرهها فأرادت ذمها وحتى يكرهها ابنها، وفعلًا طردها هي وأهلها إرضاءً لأمه وظلَّت بكرًا ولم يمسها!

فلما عرفت المُطَيْرية السبب وسمعت مقالة أم أمير المساعيد غضبت وتنكدت من هذا الظلم الواقع عليها وعلى أهلها من سب أصلها وهي تعتبر نفسها من قبيلة مُطَيْر المعروفة بنجد بقوتها وأصالتها بين العرب، فأخذت تخاطب الأمير المسعودي مدافعة عن أصلها ونسبها وأنها ليست من الصَّلَب وأنشدت تقول:

تقول المطيريه يا أمير ماني خفية … ولاني من اللِّي خافيات جدودها

أهلي أهل المرابيش والقنا (١) … وقومي حربة يرموا وراء الجب عودها

منزل أهلي بين الظفير وشمَّر (٢) … على مثل صلوا النار حامي وقودها

قَنَّاصهم يقنص بيومه وينثني … ويجيب من لحم الجوازي عضودها

وتقصد في البيت الأخير أن قومها مُطَيْر أهل نجدة وحمية يغزون القبائل ويرجعون سالمين ويعودون بالإبل والغنائم بحد السيف البتَّار، وقد مثلتهم بقناص أو صياد يرجع في نفس اليوم على عَجَل ويأتي بالغزلان في رحْله أو في صيده وهذا دليل مهارته وتفوته.


(١) هنا تقصد أن مُطَيرًا أهل حرب وفروسية.
(٢) هنا تقصد أن مُطيرًا بلادهم تقع بين قبائل شَمَّر (طيئ) في شمال نجد وبين قبيلة الظفير جنوبًا غرب الكويت (شمال وادي الحفر).

<<  <  ج: ص:  >  >>