للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية أخرى أن العُقبي قال:

ياما دونها يا أمير من طعن سابق … وعودة في الميدان ما ينسخي بها

ياما دونها يا أمير من طعن سابق … وحربة يا أمير ياضى (١) لهيبها

ياما دونها يا أمير من طعن سابق … وعين تغُض (٢) البكا علي حبيبها

فأجابه الأمير المسعودي قائلا بكل تحدٍ:

من لامني يبلى بحرب مِسْمة … والا بحية نايمة في كتيبها

وإن كان له ولدين يعدم خيارهم … والثاني يقرط له العصا ما يجيبها

وإن كان له بنتين يعدم خيارهن … والثانية يلقى عليها طنيبها

فافترق الأميران غاضبين للاستعداد للقتال وقد أخذ كل منهما يجمع جموعه ورجاله أو فرسانه استعدادًا للحرب والنزال، ثم إن الجمعين بعد انتهاء استعداداتهما التقيا في معارك حامية الوطيس في وادي سيف بفرَعة وادي الحصب عندما يميل إلى وادي الفقرة، قالوا:

ولكي يُجرِّئ بعضهم بعضا على القتال وعدم الهرب وضع الأمير داود وراء رجاله النساء ليرمين كل من تحدثه نفسه بالهرب من صف القتال بالنبلة وكذلك فعل أمير المساعيد، وقد احتدم قتال عنيف بين الجانبين في وادي سيف وحصى المدرة، وأسفرت المعركة عن انتصار المساعيد وانهزام بني عُقبة بعد أن استحر القتل في فرسانهم، وقد تم دفن القتلى في منطقة حصى المدرة، وقال نعوم شقير في تاريخ سيناء: "وفي حصى المدرة إلى الآن أي حتى عام ١٩١٤ م قبور قديمة قيل أنها مدافن قتلى واقعة المساعيد مع بني عُقبة"، وقد قُتل في هذه الواقعة كما يقول الرواة شيخ أو رئيس من المساعيد يُسمى سيف المسعودي وقد سُمي الموضع الذي قُتل فيه بودي - تصغير وادي - سيف وهو بجوار الحصب إلى الشمال الغربي وهذا الوادي يلتقي بوادي قصيب قبيل وصوله إلى وادي عربة، وفي هذا الوادي رجوم - أي حجارة وعلامات: كثيرة ذكرى تلك المذبحة الشرسة أو المعركة الدامية.


(١) ياض: يضيئ كالنار الشديدة.
(٢) تغُض: أي تكثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>