للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية أنه قال:

وش شفت لي بين الحنايا شوفه … ياشوفه كِنْ عاد قلبي شقى بها

فالتفت الأمير العُقبي إلى الفتاة المُطَيْرية ليرى التي فتنت صديقه المسعودي فعرفها بزينتها وعرف أنها ابنة شيخ فرقة مُطَيْر الذين أطنبوا عليه وقال:

مُطيرية يا أمير ما هي لنا من سمية … وطنيبها داود الذي ما يعيبها

وفي رواية أخرى أنه قال:

مُطيرية يا أمير ما هي لنا من قبيلة … ولا هي من حمانا لك نجيبها

وهنا يوضح العُقبي أن الفتاة ليست من بني عُقبة ليعطوه أو يزوجوه إياها ولكنها طنيبة على بني عُقبة والتفريط بالطنيب صعب على العرب.

فقال الأمير المسعودي مهددًا:

نجيبها بالسُرد والمُرد والقنا … وضرب يعدي جارها مع طنيبها

فأجابه العُقبي بحزم صارم:

ياما دونها يا أمير من طعن سابق … وحربة تقد الجوف حامي لهيبها

نرعى بها حِسْمى وشقرة ونعمة وعاجات* ونثني ونعديها عن كل وبش يريدها

مُطيرية يا أمير ما هي لنا من قبيلة … وطنيبة لداود الذي ما يعيبها

إن شاف الغر (١) يجنب ثوبها … لا يسأل عنها ولا يعتني بها

يا مادونها يا أمير من طعن سابق … وكم عودة في الميدان ما ينسخي (٢) بها

وهنا قوله نرعى بها حِسْمي وشقرة ونعمة وعاجات فهي مواضع في شمالي الحجاز من ديار جُذام ثم بني عقبة أحد بطونهم القديمة، فحِسْمي هي دار جُذام القديمة قبل الإسلام، وشقرة ونعمة من مياه حسمى، أما عاجَات فهي مرتفعات جبلية كانت من ديار بني عُقبة وهي جبال بارزةَ بين شروري شرقًا وبئر ابن هرماس غربًا شمال مدينة تبوك.


(١) الغر: الشق في الثوب لو حدث لا يفتنه.
(٢) ينسخي: يكرم أو يجاد لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>