للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال راشد بن فاضل عن هجرة آل بن علي العتوب:

أولا كانوا في حرَّة بني سُلَيْم قرب مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم ارتحلوا إلى نجد، وفي القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) هاجر من نجد لأسباب مجهولة بطنان من قبيلة آل بن علي وهما بنو سالم وبنو شظيب متوجهين إلى شرق الجزيرة العربية (واحة يبرين في إقليم الإحساء) ومنها إلى الظفرة (١)، ثم ارتحلوا إلى حدود عُمان وهم آنذاك بدو أهل عمود، وكانوا حوالي أربعمائة أسرة، وطلبوا منهم أهل عُمان أن لا يجتمعوا في مكان واحد حتى لا يكونوا قوة تهدد القبائل في تلك المنطقة، فنزل في الباطنة ١٠٠ أسرة، وفي الظفرة ١٠٠ أسرة، وفي قطر ١٠٠ أسرة، وفي يبرين ١٠٠ أسرة. وكلٌ تخلَّق باخلاق من جاوره واستحضروا (٢).

وبعد مرور فترة من الزمن أتقن آل بن علي فنون البحر وأصبحت لديهم قوة بحرية كبيرة، فكثرت تنقلاتهم البحرية ودأب آل بن علي ممن سكنوا قطر على امتلاك الأراضي والنخيل في البحرين لكثرة تنقلاتهم بين هذين البلدين، ويوجد لدى آل بن علي صك لملكية نخل مؤرخ بعام ١١١١ هـ الموافق ١٦٩٩ م يؤكد تواجد العتوب - وهم آل بن علي - في البحرين قبل هذا التاريخ حيث استوطنوا وتملكوا الأراضي فيها قبل قدوم أُسر من عنزة إليها.

وقد ذكر والي البصرة في الوثيقة المؤرخة بتاريخ ٢ رجب ١١١٣ هـ الموافق ١٧٠١ م الموجودة في أرشيف رئاسة الوزراء العثماني في إسطنبول، حيث ذكر أن لقبيلة العتوب والخليفات ١٥٠ سفينة وعلى كل سفينة مدفعا أو ثلاثة مدافع، وعلى كل سفينة ثلاثون أو أربعون رجلا محاربا يحمل بندقية (٣).


(١) الظفرة تقع في دولة الإمارات العربية المتحدة حاليًا علي الحدود المتاخمة للمملكة العربية السعودية.
(٢) مخطوط الشيخ راشد بن فاضل آل بن علي - ص ١٦.
(٣) رحلة عبر الجزيرة العربية، تأليف: ج. فورستر سادلير، ص ٢٠٤، ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>