وكيف لا يُتَمَسَّك بالعديد من النصوص وبعض القبائل العربية نراها تتمسك ولو بنص واحد عن نسبها ولا تحيد عنه حتى ولو كان لعالم غير مشهور أو مؤرخ مغمور، وقد تأكد أن رغب - بالغين المعجمة - من سُلَيْم المُسَّطرة في كتب الأنساب المشهورة قد انتابها التصحيف في بعض المخطوطات التي طبعت في العصور الأخيرة، وقد حُذفت النقطة من الغين بقصد أو بغير قصد لتتحول الغين إلى عين مهملة وتنطق زعب بدلا من زغب ليحدث الالتباس على معظم المؤلفين الحديثين في الأنساب في العصور الأخيرة.
فالأمثلة كثيرة وعديدة في الخطأ لكثير من مخطوطات المؤرخين القدامى سواء في ذكر الأفخاذ أم البطون أم القبائل العدنانية أو القحطانية، ولا تخلو مخطوطة عن الأنساب لهؤلاء النسابين والمؤرخين من الخطأ وتحويل الحاء إلى جيم أو خاء، وتحويل العين إلى غين أو العكس، أو الباء إلى تاء أو ثاء والعكس، أو الصاد إلى ضاد والطاء إلى ظاء أو العكس، وهكذا في جميع الحروف الأبجدية من السين والشين والفاء والقاف والدال والذال والراء والزاي والعكس … إلخ (وهذا ما يسمى بالتصحيف).
وقد ثبت أن قبيلة رعب (بالعين المهملة) قبيلة هاشمية تفرعت غصونها من الأشراف الحسنيين خلاف قبيلة رغب (بالغين المعجمة) السُّلَمية القيسية التي ظهرت في العصر الجاهلي.
وعن زعب الهاشمية فمؤسسها هو الشريف علي نور الدين الزعبي، وهو أول من لُقِّب بالزعبي، وإنما لُقِّب بذلك؛ لأنه كان ممتلئا بالعلم والمعرفة وكان شيخا عالما تقيا ورعا دينا صالحا، (والزعبي، في اللغة: من زعب، زعب الماء امتلأ وتدافع). وعلي نور الدين الزعبي هو حفيد السيد القطب شيخ الإسلام وإمام الحنابلة الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني الحسني - رضي الله عنه - التي