للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأضافت إلى ذلك وصف ديارهم بالرخاء الوافر حتى نهاية العهد الأموي، فقد كانت مركز تعدين وتلال (وتلالًا) حافلة بالغابات، وواحات استغلت استغلالًا حكيمًا رشيدًا".

وجعلت "الرَّبذة" من هذه الواحات، وكذلك "فِرّان" و"معدن البُرَم" وصفينة وسوارقية (السوارقية) وغيرها، وقالت: إن واحة سوارقية (السوارقية) تمتد مرحلة عدة أيام؟، وهي عامرة بأشجار الموز والرمان والأعناب، ناهيك بأحراج النخيل.

وتحدثت عن خصائص بلاد سُلَيْم فقالت: إنها كانت تملك المصادر المعدنية، وتشرف على الطريق الموصل إلى المدينة، وينفذ منها من يريد بلوغ نجد والخليج الفارسي (الخليج الحربي).

وأضافت أن كثيرًا من الأُسَرِ المكية تحالفت مع سُلَيْم، واشتركت معها في استغلال ثروات البلاد الزراعية والمعدنية، وأهم ثرواتها المعدنية هي - هو - الذهب والفضة، وقد استؤنف النشاط في ناحية التعدين بسُلَيم في خلافة أبي بكر، واستمر استغلال مناجمها في عهد الأمويين، وكانت موردا له قيمته من موارد الدولة.

ووصفت بني سُلَيْم بأنهم كانوا يملكون جيادًا كثيرة، ويُعَدُّ ذلك آية من آيات النعيم الأخرى في الصحراء (١).

وجاء في كتاب عرَّام السُّلَمي ما يؤيد رأي دائرة المعارف الإسلامية من ناحية امتلاكهم لكثير من الجياد وغير ذلك قال: (ولهم خيل وإبل وشاء كثير) .. وأضاف قوله: (وهم بادية إلا من ولد بها، فإنهم ثابتون بها، والآخرون بادون حواليها، ويميرون طريق الحجاز ونجد في طريقي الحاج) (٢).

ومنازل بني سُلَيْم في رأي الدكتور جواد علي: "تقع في مواطن حِرار، ذات مياه ومعادن، عرفت بمعدن سُلَيْم، وكانوا يجاورون عشائر غَطَفان، وهَوَازِن، وهُذَيْل، وخَثْعم، وثَقْيف، وقد صارت سُلَيْم من القبائل الغنية بسب خيرات أرضهم ووقوعها في مَنطقة مهمة تهيمن على طرق التجارة. وقال: إن صلاتها


(١) دائرة المعارف الإسلامية، الترجمة العربية بمصر، ص ١٤٤، المجلد الثاني عشر، طبعة مصر.
(٢) أسماء جبال تهامة وسكانها، لعرّام بن الأصبغ السُّلَمي، ص ٦٥، ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>