للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت حسنة ببلاد يثرب، كما كانت صلاتُها وثيقة بقريش، وقد تحالف عدد كبير من رجالات مكة مع بني سُلَيْم، واشتغلوا معهم في الاستفادة من المعادن والثروة في أرض سُلَيْم (١).

وهذا الذي يقوله جواد علي، لا يخرج عما ورد في دائرة المعارف الإسلامية. حسب ما ذكرناه آنفا.

وسيرد في الفصل الذي عقدناه بعنوان: (أمراء ومحتسبون وفرسان وقادة وولاة وموظفون من بني سُلَيْم) سيرد الحديثُ عن (قيس بن خُزاعي السُّلَمي) الذي ذكرت رواية أجنبية اسمه ووصفته بأنه شخصية عربية مرموقة، وبأن نظر القيصر وقع عليه فاختاره عاملًا على قبائل معد كلها، وأنَّ حكمه كان على أرض فلسطين، فهل انتقلت قبيلة سُلَيْم آنذاك فحكمتها تحت رعاية قيصر الروم؟

ويذكر لنا الأمير شكيب أرسلان منازل بني سُلَيْم فيقول: (ومن منازلهم حرَّة سُلَيْم، وحرَّة النار، بين وادي القِرَى وتيماء (٢)).

تلك التحديدات متعددة متقاربة لبلاد بني سُلَيْم في العهد القديم، تناقلها الرُّواة والمؤرخون بحسب عهودهم أو عهود سبقت عهودهم.

أما تحديد ديارهم الحاضرة، فيختلف عما سلف، ويبدو لي أنها تقلَّصت عما كانت عليه فيما مضى، حسب الظروف والحروب والأحوال الاجتماعية والاقتصادية السائدة لدى عرب المنطقة، فقد وصفها لنا كل من (حسين بن هندي السُّلَمي) رئيس قرية الكامل أمِّ قرى بني سُلَيْم ومركز الأمارة فيها الآن، و (عبيد بن محمد السُّلَمي) الموظف بشركة الزيت العربية الأمريكية بجُدَّة، حسب ما يأتي:

قال حسين بن هندي:

يحد بلادَ بني سُلَيْم الآن من ناحية الشرق: الْقَرَى - بفتح القاف والراء المهملة - وهي حرَّة مرتفعة يسيل منها الماء إلى الغرب والشرق معًا.


(١) المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، لجواد علي، ص ٢٥٧ و ٢٦٨، الجزء الرابع.
(٢) الارتسامات اللطاف، للأمير شكيب أرسلان، ص ٢٧٤، طبع مطبعة المنار بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>