للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شمنصير يقول عرَّام بن الأصبغ السُّلَمي: (هو جبل ململم، مستدير، مجموع بعضه إلى بعض، لم يَعْلُه قط أحد، ولا أدري ما على ذروته، بأعلاه القرود. ويقال: أن أكثر نباته النبع والشوحط، والمياه حواليه ينابيع، عليها النخيل والحماط). ويضيف قوله: ويطيف بشمنصير من القرى: قرية كبيرة يقال لها: "رُهاط" بضم الراء، وهي بوِادٍ يقال له: غُرَّان - بضم الغين المعجمة، وأنشد:

فإن غُرانا بطن وادٍ أحبه … لساكنه عهد عليَّ وثيق

وبغربيه قرية يقال لها الحديبية ليست بالكبيرة (١).

وقد أخبرنا حسين بن هندي السُّلَمي، وعبيد بن محمد السُّلَمي بأن الناس الآن يرتقون ذروة جبل شمنصير، وقد رقاه أحدهما أو كلاهما كما علاه مبارك بن عبد التواب السُّلَمي فليس الأمر فيه على ما قال عرَّام بالنسبة لهذا إلزاما .. وأقول إذن: لربما كان عرَّام سمع هذا القول المبالغ فيه من بعض بني سُلَيْم في عصره، فنقله من غير أن يتحرى الواقع من غير الذي حدثه بهذا القول، وهذا للتوفيق بين قوله والواقع؛ لأنه إذا كان المعاصرون يرتقونه فإن الأولين بإمكانهم أن يرتقوه.

هذا، وقد مر بنا أن قرية (رُهاط) تحد ديار بني سُلَيْم الآن جنوبًا، فيما اتفق عليه السُّلَميان المعاصران؛ حسين بن هندي، وعبيد بن محمد.

وتسكن بجبل شمنصير الآن، ربيعةُ من سُلَيْم.

وجبال (أُبْلى) منْ جبال سُلَيْم، وهي قريبة من صَمَةَ - بالتخفيف، وليس لها ماء، وإنما هي مفازة بين قرن وصمة (٢).

وكذلك (عقر) هو جبل ضخم من جبالهم، يشرف على معادن الماوان، قبل الربذة بأميال لمن كان مُصعدًا، وهو جبل في ديار بني كلاب من عامر بن صعصعة من هوازن.

و (صَمَةُ) جبال في ديار بني سُلَيْم، ليس لها ماء، وإنما هي مفازة أيضًا (٣).


(١) أسماء جبال تهامة وسكانها، لعرام بن الأصبغ السُّلَمي، ص ٢٧ و ٢٨، طبع القاهرة.
(٢) معجم البلدان لياقوت الحموي، ص ٥٥٠، المجلد الثاني.
(٣) معجم البلدان لياقوت الحموي، ص ٥٥٠، المجلد الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>