للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (فِرَانُ) هو معدن ذهب أيضًا لبني سُلَيْم ويقع بحذاء السليلة، وإذا كان هو ما يعرف لدينا الآن بمهد الذهب، فيكون قد أعيد فتحه واستغلاله في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، وقد استخرج منه كميات من الذهب فعلًا، ثم أغلق، لما ظهر من أن إنتاجه غير تجاري.

وكلمة (المهد) وردت في تاريخ بني سُلَيْم عَلَمًا على حصن لهم يقع في (جَبَلَة) إحدى قراهم الأثرية المهمة، روى لنا البشاري ذلك (١).

و (المهد) - بفتح الميم وسكون الهاء - بمعنى الأرض، وبضم الميم وسكون الهاء: النَّشْزُ من الأرض أو ما انخفض منها في سهولة واستواء، وإذا تذكرنا ما قالته دائرة المعارف الإسلامية من أن في بلاد بني سُلَيْم تلالًا فيها الغابات، وأن بها منخفضات، وأن المهد بمعنى الأرض - أدركنا صحة إطلاقهم المهد على بعض أنحاء بلادهم.

ويقول ياقوت في معجم البلدان: إن معدن (فِران) منسوب إلى فران بن بلِّي بن عمرو بن الحاف بن قُضَاعْة، نزلت على بني سُلَيْم، فدخلوا فيهم وصاروا منهم.

ويقع معدن فران على طريق نجد، وسماه السمهودي: معدن بني سُلَيْم، ويقال له معدن فران، به قرية كبيرة بطريق نجد بها بِركٌ وآبار على مائة ميل من المدينة (٢).

وتغيير أسماء أمكنة بلاد العرب سُنَّةٌ متبعة من قديم ومن حديث، فقد غيروا اسم العِرْض بالجرفِ في القديم، وغيروا اسم وادي ساية بوادي وبح في الحديث.

وأما (الأودية) فمنها (وادي كُلية)، وهو وادٍ بالقرب من خُليص، وبه نحو سبع عيون، على كل عين قرية. وكان بيد سُلَيْم قَبل انكماش ديارهم وتقلصهم. يقول القلقشندي: إنه "قد خرب من مدة قريبة بعد الثمانين والسبعمائة. ويقول عرَّام بن الأصبغ السلمي عن كُليَّة: هو وادٍ يأتيك أيضًا من شمنصير وذَرَةَ، وكل


(١) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، للبشاري، ص ٧٩، ط بريل بمدينة ليدن، ١٩٠٦ م.
(٢) وفاء الوفاء للسمهودي.

<<  <  ج: ص:  >  >>