للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيه، بعده خاء معجمة - موضع كثير شجر المرخ ينسب إليه، وهو مذكور محدد في رسم (حورة) فانظره هناك، ويقول في مادة (حورة): هذا الموضع فيه قُتل هاشم بن حرملة المُرِّي من غطفان، ومعاوية بن عمرو السُّلَمي، "ولية" موضع هناك فيه قبر معاوية بن عمرو السُّلَمي ثم يقول: "ثم غزا صخر السُّلَمي (أخو معاوية والخنساء) بني مُرَّة، وهو يوم (حورة الثاني) فأصاب منهم، وقَتل دريدَ بن حرملة، وقد قال نصيب في حورة والمرخ:

عفا منقل من أهله فنقيب … فسرح اللوى من ساهر فمريب

فذو المرخ أقوى فالبراق كأنها … بحورة لم يحلل بهن عريب

خامسًا - يقول الحفصي: إن مرخًا لبني يربوع من تميم باليمامة، وفيها يمر ذو مرخ - أي الوادي - وفيها يقول الحطيئة:

ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ (البيت)

سادسًا - جاء في شرح ديوان الحطيئة لابن السكيت والسكري والسجستاني، (تحقيق نعمان طه) تعقيبًا على ما نقله ياقوت عن الحفصي: (ولعله أصاب، فإن أولاد الحطيئة كانوا حين أُتي به، في ديار غطفان، وفزارة) (١)، ومن هذا النص يستبين لنا أن "ذا مرخ" الذي عناه الحطيئة، يقع في ديار غطفان وفزارة، لا في ديار بني سُلَيْم، لأنه نصَّ على أنهم يقيمون بذي مرخ ساعة تقديمه قصيدته لعمر، وذو مرخ هذا في ديار غطفان وفزارة، وذلك على ما نص عليه شراح ديوانه المذكورون.

ويقع وادي ساية الذي هو وادي أمج قديمًا، ووادي وبح حديثًا - بين حرار سود، ويشق قرية الكامل نصفين على ما شاهدناه في رحلتنا إلى ديار بني سُلَيْم، ويذهب إلى خُليص غربًا، فيروي خُليصًا، ثم يصب في البحر الأحمر - بحر القلزم، ومن هذا ندرك أن مدينة جُدة تفيد من مياه سيول وادي ساية في شرب سكانها، وأن وادي خُليص امتداد لوادي ساية.

ويأتي وادي ساية من شرق (رأس القَرَى) بفتح القاف والراء بعدها ألف مقصورة - فالكامل وطوله نحو (٣٠٠) كيلو متر على ما قيل لنا.


(١) شرح ديوان الحطيئة لابن السكيت والسكري والسجستاني، ص ٢٠٨، طبع مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>