الإمارة ودوائر الحكومة السعودية؛ بل ولست أدري ولا يدري من سألتهم منهم متى أنشئت هذه القرية؛ ولا من الذي أنشأها على وجه التحقيق المركز؟، قال لي ضيف الله بن هندي السُّلَمي: ربما تكون هذه القرية هي (خيف ذي القبر) الذي يقول فيه عرَّام بن الأصبغ السُّلَمي: (وأسفل من ذلك - أي أسفل من خيف سلَّام أحد أغنياء الأنصار - خيف ذي القبر وليس به منبر، (ربما يقصد جامعًا ذا منبر تُصلَّى فيه الجمعة) لهان كان آهلًا وبه نخل كثير وموز وسكانه بنو مسروح وسعد وكِنانة وتجارٌ ألقاق، وماؤه فُقرٌ وعيون تخرج من ضفتي الوادي كلتيهما، وبقبر أحمد بن الرضا سُميَ خيف ذي القبر، وهو مشهور به (١).
وبصرف النظر عن صحة وجود قبر أحمد بن الرضا به أو عدمها، وبصرف النظر عن كون اسمه (محمدًا) أو (أحمد) فإن هذا الاسم قد زال من الوجود ولم يعد معروفًا به هذا المكان أو غيره، وربما لو أجريت أحافير أثرية شاملة لجميع المنطقة لبرزت أسرار وحقائق مذهلة، على أنه من باب الاستنتاج غير المؤكد أقول: ربما كان اسم (الكامل) اسمًا لشخص معروف لدى الأوائل، نسبت القرية إليه فقيل عنها:(قرية الكامل) وبتوالي السنين، وبسبب الأمية المنتشرة هناك والفتن الدائرة والاضطرابات والقلاقل التي كانت تتوالى أعاصيرها على هذه المنطقة عبر القرون نسيَ السكان الاسم المنسوبة إليه القرية، وبقي الاسم عالقًا بالألسنة وحدها حتى اليوم، وربما لو درست "الوثائق" الموجودة لدى بني سُلَيْم دراسة وافية لظهر ما يفتح الطريق المسدود أمام البحث العلمي الذي به يُتوصل إلى معرفة سر هذا الاسم وتاريخه، وربما لو اطلعنا على مراجع أخرى ربما كتبها بعض رجال بني سُلَيْم في عهود انفتاحهم على العلم، لظهر لنا ما هو خفي عنا من أشياء كثيرة، منها سر تسمية القرية هذه بقرية الكامل، وموقع خيف ذي القبر لأنه حقيقة ثابتة إذ تحدث عنه بكل صراحة، عرَّام بن الأصبغ السُّلَمي في كتابه، فهو إذن خيف معروف مسكون في زمنه، مُسمَّى بهذ الاسم المجهولة لدينا حقيقته اليوم. ونذكر بالمناسبة أن (أشرس بن عبد الله السُّلَمي) قد ولي نيسابور سنة ١٠٩ هـ، وتوفي
(١) أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه، ص ٣٦ و ٣٧.