للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ١١٢ هـ - ٧٣٠ م (١) كان يُلقَّب بالكامل، وعصره ليس بعيدًا جدًّا عن عصر عرَّام السُّلَمي، فإن عرَّامًا توفي سنة ٢٧٥ هـ - ٨٨٨ م، فليس بين وفاتيهما سوى نحو قرن ونصف القرن، ولست أدري: هل لأشرس الكامل علاقة باسم (قرية الكامل) وببنائها أم لا؟

وقرية الكامل كما شاهدتُها في ربيع الثاني سنة ١٣٩٠ هـ - الموافق ليونية ١٩٧٠ م، هي ذات خيف كبير مجاور لها من النخيل الباسقة الريَّانة الغارقة في مياه النبع المجاور لها، وإضافة إلى ذلك نقول: إن أرض قرية الكامل قريبة المياه، وفيها آبار جوفية ليست بعيدة عن سطح الأرض، وهي غزيرة عذبة المياه، وقيل لنا إنها لا تخلو من بعوض "الأنوفيل" ناقل حُمَّى البرْداء: (الملاريا) إلى السكان، وقد ارتوينا من ماء العين ومن ماءَ البئر، فلم نُصب بأذى ولله الحمد مدة مكثنا بقرية الكامل الذي كان يومًا إلا نحو خمس ساعات، وماء النبع بقرية الكامل متدفق إلى بركته الحجرية بقوة ودويَّ.

وتقوم قرية الكامل على سفح جُبيل (المُجمر) وهو جبل ليس شامخًا، قائم هنالك، نحاسي اللون، أجرد، صلد الحجارة، حجارته من نوع حجارة الحِرار.

وتوجد المستنقعات الكبيرة الرتيبة في داخل حدائق النخيل، حتى في الصيف الحار الذي قدمنا فيه إلى هذه القرية (٢).

ويسكن قريةَ "الكامل" من بني سُلَيْم في الوقت الحاضر، وما قبله إلى أمد لا نعلمه - بنو نوالٍ - السُّلَميون وهي مقر أمير منطقة الكامل المنصوب من قبل الحكومة العربية السعودية، ومركز الشرطة، ومركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها مركز للبريد واللاسلكي، ومدرسة ابتدائية ومتوسطة للبنين، ومستوضف، ومحكمة شرعية.


(١) معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي للمستشرق زامباور، ترجمة الدكتور زكي محمد حسن وحسن أحمد محمود، ص ٧٧، الجزء الأرل، طبع مطبعة جامعة فؤاد الأول، ١٩٥١ م بالقاهرة.
(٢) للإحاطة بوصف مشاهداتنا في قرية الكامل عليك أن تراجع عدد مجلة المنهل الخاص الصادر في شعبان سنة ١٣٩٠ هـ، الموافق أكتوبر سنة ١٩٧٠ م، تحت عنوان: "رحلة بني سُلَيْم".

<<  <  ج: ص:  >  >>