وأقرب قرى بني سُلَيْم الآن إلى عسفان قريةُ الكامل، وكان في عسفان - بزمن عرَّام السُّلَمي - والٍ خاص، وذلك لأهميتها الاقتصادية، وربما الاجتماعية أيضًا، ولا ندري ما إذا كانت ولايته تنسحب على منطقة بني سُلَيْم كلها أو بعضها، أو لا تنسحب.
ومباني قرية الكامل الآن، ذات طرازين: طراز قديم ساذج، وهو عبارة عن مبان متواضعة بالحجر الدبش، وهي من طبقة واحدة، ساذجة التقسيمات الداخلية، وأكثرها متداع، وهي ما بين منازل ودكاكين ومساجد صغيرة، وطراز حديث مبني بالأسمنت المسلح، وقد بني به مسجد القرية الحديث بجوار مسجدها المتداعي، وأكثر ما استعمل هذا اللون من العمارات في الجزء الحديث الشمالي من قرية الكامل المبني على أكمة جبلية غير شديدة الارتفاع، ومن هذا اللون الحديث البناء هنالك مباني الإمارة والشرطة والصحة.
والمباني القديمة مُبَيَّضٌ داخلها وخارجها بالنورة البلدية، وهنالك بيت مبني على هذه الطريقة، ولكن ظاهره قد زُخرف بالأصباغ المختلفة: أبيض وأصفر وأحمر وأزرق، وكل لون في مربعات منسجمة ومتداخلة بصفة فنية مع بقية مربعات الألوان الأخرى .. وهو أيضًا من دورٍ واحد، وربما لم يكن به سوى غرفتين أو ثلاث، وليس بين حجارة البناء القديم بقرية الكامل ملاطٌ، هو من نوع البناء بالرضم المتلاصقة حجارته مباشرة، بأن يُرصَّ بعضها فوق بعض بوضع محكم ثابت، على ما رأيناه في منطقة الباحة بمنطقة عسير في العام ذاته، ولعل ميل الجانبين إلى هذا اللون البسيط القوي الساذج يعود إلى عدة أمور منها سهولة جعل الحجارة مطابقة ملساء مستعرضة لديهم، وهناك مبانٍ بقرية الكامل قديمة الطراز أيضًا لكنها مبنية بالحجارة (الدبش) السود وبالطين وقد بُيِّضَ ظاهرها أيضًا بالنورة البلدية.
وفي قرية الكامل، وبالقسم الشمالي المستحدث البعيد نوعًا ما وأكثر عن مجرى وادي وبح أو وادي ساية أو وادي أمج، شاهدنا طرازًا فريدًا من البناء الخشبي المجرَّد من الحجارة والطين والأسمنت أيضًا، في مقهى صاحبُه "مُنعِم السُّلَمي" وهو أخو ناعم السُّلَمي صاحب المقهى الحجري بعسفان على جانب