للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكثير، وبها القصر الأثري العظيم المبْنيَّ بالحجارة، والبالغ ارتفاعه نخو أربعة أمتار، وهو مربع الشكل يبلغ طول كل ضلع منه سبعين مترًا، وبداخله ثلاثون حُجرة تتوسطها أرض فسيحة فيها بئر مطوية للشُّرب، ثم مَبْنىً يطوف على الغُرف وبه فتحات لفوهات البنادق، وليس له إلا مخرج واحد ذو ثلاثة أبواب، واحدٌ بعد الآخر، وهو في ربوة القرية ونزْلتها، وبالقرب منه آثار حصون قديمة عليها كثير من الكتابات الأثرية المنقوشة على الصخور، ويقابله في قرية الشعبة علي طرف الحرَّة حصنٌ عظيم البناء، صغير الحجم ليس به غُرف متعددة ولا ماء، وهو متهدم بقي منه الجانب المواجه له، وبالقربة أكثر من عشر مقابر بعضها مندرس مما يدل على كثرة سكانها قديمًا (١).

ولست أدري (قرية السُلَيْم) هذه هي التي قال عنها عرَّام السُّلَمي: (ثم خيف السلَّام - بتشديد اللام وتخفيفها - والخيفُ ما كان مجنبًا عن طريق الماء يمينًا وشمالًا متسعًا، وفيه منبر، وناس كثير من خُزاعة، ومياهها فُقُرٌ أيضًا، وباديتها قليلة، وهي جُشَمُ وخزاعة وهذيل، وسلَّام هذا رجل من أغنياء هذا البلد من الأنصار (٢) وقد علق محقق كتاب عرَّام: الأستاذ عبد السلام محمد هارون على ما ذكر بقوله: ويقال -سلَام- بتخفيف اللام في قولٍ، ذكره ياقوت في رسم (لُوَيَّة). وبمراجعتنا لمادة (لوية) في معجم البلدان لياقوت وجدناه بقول: (لُوَيَّةُ): تصغير (لَيَّة) من لوى يلوي: موضع بالغور من قرب مكة دون بستان ابن عامر في طريق حج الكوفة كان قفراً - مقفراً - فلما حج الرشيد استحسن فضاءه فبنى عنده قصراً، وغرس نخلاً في خيف الخيل، وسماه «خيف السلام» وفيها يقول بعض الأعراب:

خليليَّ مالي لا أرى بِـ «لُوَيَّةٍ» … ولا بفنا البستان نارا ولا سُكْنا

تحمل جيراني ولم أدر أنهم … أرادوا وبالأ من «لُوَيَّةَ» أو طعنا

أسائل عنهم كل ركب لقيته … وقد عْمِّيَت أخبار أوجههم عنَّا

فلو كنتُ أدري أين أمُّوا تبعتُهم … ولكن سلام الله يتبعهم مناً

ويا حسرتي في إثر «تُكْنَا» ولوعتي … وو اكبدي! قد فَتَّتَت كبدي «تُكْنَا»


(١) المصدر السابق، ص ٧٢.
(٢) المصدر لسابق، ص ٣٥ و ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>