للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أُخذ منها كثير من الحجارة الأثرية المشار إليها، ومن بينها حجر الشاهد الذي أخذه مبارك بن عبد التواب من مقبرتها، وأتَى به إلى مدينة جدة حيث تمكن الأستاذ عبد القدوس الأنصاري من قراءته، ونشر عنه في كتابه: "بين التاريخ والآثار"، وكذلك وجدت بها جَرَّةٌ فخارية مملوءة بالعملة التي كانت مستعملة ومتداولة في وقتها، ومع الأسف الشديد لم أتمكن من الاطلاع عليها، وهي على ما وُصفت لي قطع معدنيَّة مستديرة ليست بذات أهمية اقتصادية، وإنما ترجع أهميتها إلى كونها تحدد شيئًا من معالم تلك المدينة المطمورة).

وقد أبدى محمد بن صامل العليَّاني السُّلَمي أن جبلة الآن لا يسكنها إلا القليل من المزارعين الذين استصلحوا أرضها الزراعية، وهي مع ضيقها خصبة للغاية)، وقال: (إنها تقع على طريق الجادة المُسمى بدري الزائر، الذي يسلكه قديمًا زوار المدينة المنورة مشيًا على الأقدام قبل وجود السيارات والطرق المعبدة).

وأضاف: (والمنطقة على العموم أثرية، وآثارها تنبئ عن عِظَم المنطقة وكثرة سكانها إبان اردهارها، والمدينة - جبلة - صناعية فقد تقدمت بها صناعة صقل المعادن وضرب السكة، ولا تخلو المنطقة المحيطة بها من المعادن والثروات الجوفية) (١).

ومن قرى سُلَيْم أيضًا: (شعب القرية) أو (قرية الشعبة) وهي كما يظهر من اسمها موضع قرية قديمة مندرسة، لم يبق إلا رسومها وأطلالها، وبعض الأطم البسيطة والمتهدمة جوانبها وأطرافها، وآثارها كثيرة منها كتابات قديمة قد تكون عادية، ومنها صور لوحوش وحيوانات كانت في هذه المنطقة (٢).

ومن قراهم المهمة حتى اليوم (قرية السُلَيم)، ويصفها محمد بن صامل العليَّاني بأنها كبيرة جدا، وبأن عينيها تسقيان حاليًا ما يزيد على عشرة آلاف نخلة؛ وقال: إن الأراضي البيضاء التي قصَّرت العين عن سقايتها أكبر من ذلك


(١) مجلة المنهل بالعدد الصادر في المحرم ١٣٩٠ هـ - مارس ١٩٧٠ م مقال: (بنو سُلَيْم ماضيها وحاضرها) لمحمد بن صامل العلياني السلمي، ص ٧٣. وأضيف إلى ما ذكره محمد بن صامل: أن الآثار التي جلبت إلى جدة وعرف بها شيء عن ماضي بني سُلَيْم غير ذلك الحجر أكثرها مجلوب من جبلة، من مقبرتها الكبيرة التي تدلنا على عِظم عمران جبلة في الماضي.
(٢) المصدر السابق، ص ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>