للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرية يقال لها الفارع بها نخيل كثير، وسكانها من كل أفناء (ألوانِ) الناس، ومياهها عيون تجري تحت الأرض، فُقُرٌ كلها) (١).

وهناك قرى أخرى في وادي ساية: (شَوان، والسبعان، والمضحاة، والمثناة، وخيف الجنة، وخيف السرحان، وخيف الزاجة، وخيف الزاجر، وخيف العقلة، وخيف العرقبة، وخيف اللصب)، وبهذه القرى بساتين النخيل والمزارع التي تثمر الفواكه من موز ورمان وعنب، وكلها تسقى من الآبار (٢).

ومن قراهم في وادي ستارة: (قرية جَبَلَة) على ورن (عَربَة)، وجبلةُ من الأسماء المشتركة ببلاد العرب، وفي جبلة السُّلمية يقول عرَّام الأصبغ السُّلَمي: (ويطيف بذَرَةَ، قرية من القري التي يقال لها جبلة في غربيه، ويزعمون أن جبلة أول قرية اتُخذت بتهامة، وبجبلة حصون منكرة مبنية بالصخر لا يرومها أحد) (٣)، وقال عن ذَرَة: ذرةُ هي: جبال كثيرة ضعاضع ليست بشوامخ، في ذَرَاها المزارع والقرى، وهي لبني الحارث بن بُهْثَة بن سُلَيْم، وزروعها أعْذَاء، ويسمون الأعْذَاء: الْعثَرِيَّ، وهو الذي لا يُسقى، وفيها مدر وأكثرها عمود، ولهم عيون (ماء) في صخور لا يمكنهم أن يُجْروُها إلى حيث يننفعون (٤).

ويصف (جَبَلَة) المواطنُ السُّلَمي المعاصر محمد بن صامل العليَّاني بقوله: (إنها تقوم على شعب منخفض ضيق يبعد عن قرية السُّلَيم بحوالي ستة كيلو مترات وتقوم به الأطم والحصون المتهدم بعضها فوق بعض، واكتشفت بها آبار عادية مطوية بالحجارة، ومياهها صالحة للشرب وهي نقية مائة بالمائة، والماء قريب من سطح الأرض، وفي موضع من شعبها يوجد الماء ظاهرًا على سطح الأرض، ولم يعهد أن غار في أيام القحط الشديدة، إذ تنضبُ العيون وتغور المياه في الآبار العميقة ويبقى هو على حاله)، ويقول: (وبحصون جبلة ومقبرتها الكبيرة التي تقدر بعشرات الآلاف من الأمتار آثار كثيرة منها الكتابية، وما عُثر عليه منها حتى الآن كله إسلامي، إذ تبدأ ببسم الله، والحمد لله، وشهد الله وهو خير الشاهدين،


(١) كتاب أسماء جبال تهامة وسكانها، ص ٣٤.
(٢) تحقيق أمكنة في الحجاز وتهامة للمؤلف، ص ٦، طبع مطابع الأصفهاني بجدة.
(٣) أسماء جبال تهامة وسكانها، ص ٤٤، ومعجم البلدان لياقوت الحموي (مادة ذرة).
(٤) أسماء جبال تهامة، ص ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>