للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنب، وأصلها لولد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه، وفيها من أفناء الناس - ألوانهم - وتجار من كل بلد" (١).

ويدلنا على عدم "وحدة" الإدارة الحكومية في منطقة بني سُلَيْم في العهد العباسي أو بعضه الذي كان يعيش فيه عرَّام السُّلَمي، ما سجل لنا عنه من أن لعسفان القريبة من قرية خيف ذي القبر صوب الجنوب واليًا خاصًّا، وأن خيف ذي النعم بأسفل خيف ذي القبر، كان تابعًا لوالي عسفان، وأن قرية مهايع القريبة جدا منهما، كانت تابعة لصاحب المدينة (٢).

ولأهمية قرية مهايع نرى الْبَشَّاريَّ (محمد بن أحمد المقدسي) يُعْنَى بوصفها فيقول: (مهايع نظير جبلة على أودية ساية) (٣)، والبشاري رحَّالة عربي دقيق الوصف والملاحظات، وقد طاف بالبلاد الإسلامية وألَّف عن رحلاته إليها كتابه المعروف: (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) وعاش بعد عرَّام بواحد وخمسين عامًا.

وتقع قرية مهايع بأسفل وادي ساية، في الشمال من قرية الكامل، وبمقربة منها.

ومن قرى بني سُلَيْم في وادى ساية: (قرية الفارع) بأعلى وادي ساية، يقول عنها محمد بن صامل العَليَّاني السُّلَمي: (روى لنا ياقوت الحموي أن الفارع قرية في أعلى وادي ساية، وما زالت تعرف بهذا الاسم إلى اليوم، ويها مدرسة ابتدائية) وينقل لنا محمد بن صامل قول ياقوت: (إن فيها - أي في الفارع - تجارًا من كل بلد) ويُعلِّق عليه بقوله: (ولا يزال فيها كثير من الحضارمة يمتهنون التجارة، وغيرهم من عشائر حرب الذين امتزجوا مع سكان هذه المنطقة).

ونُعلِّق على تعليقه من ناحية المراجع، بأن عرَّامًا السُّلَمي كان قد سبق ياقوتًا إلى التعريف بقرية الفارع، حيث قال عنها: (فأعلاها - أعلى قرى وادي ساية -


(١) أسماء جبال تهامة وسكانها، لعرَّام السُّلمي، ص ٣٥.
(٢) المصدر السابق، ص ٣٥ و ٣٧.
(٣) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص ٨٠، ط بريل بليدن، ١٩٠٦ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>