بنحو ١١٥ ألف نخلة، ويُقدَّر سكان وادي ساية بنحو ٣٠ ألف نسمة يشتغلون بالزراعة والتجارة، وتمور وادي ساية من أحسن التمور وهي بيضاء اللون يابسة. وتزرع في وادي ساية كافة الخضروات، وبه من الفواكه: الموز والليمون، وبوادي ساية ثلاثة فروع مملوءة بالقرى والمزارع وهي: وادي شوَان، ووادي الشبعان، ووادي وِبْح، وعاصمة منطقة بني سُلَيْم كلها الآن (قرية الكامل) كما قدمناه.
ثانيًا - منطقة وادي ستارة: وادي ستارة وادِ طويل، ينبع من أواسط حرَّة بني سُلَيْم، ولكل جزء منه اسم يعرف به، ويعرف أسفلُ الوادي (بقُدَيدٍ على وزن عُمَير)، وفي ستارة أكثر من عشرين قرية، أسفلها قرية (الفُلَيتَة) وأعلاها قرية (البَرهَمِيَّة)، وأهمها الآن (قرية السُلَيم)، وهي مركز قرى وادي ستارة، وهناك قرى أخرى هي: قرية المخمَّرة، وقرية الفُروف، وقرية المُسَمَّاة، وقرية المعالى، وقرية الشعبة، وتقابل من الشمال قرية السُّنَيْم، وقرية الدبيسية بقرب قرية الشُّعبة، وقرية الأبيار، وقرية المديد.
وفي قرية السُّلَيْم وحدها ما ينيف على عشرة آلاف نخلة، وقد تقاصرت عينها عن إرواء الأراضي البيضاء الواسعة هناك، فأصبحت هذه الأراضي الخصبة بورًا. وبقرية السُلَيم آثار مر ذكرها، ومن أهمها القصر الأثري المبني بالحجارة، وقد كنت قبل أن أطَّلع على ما أورده ياقوت الحموي عن بناء الرشيد في حجه قصرًا بأرض بني سُلَيْم سماه (خيف السلام) كنت قدَّرت وسخلت في مسوَّدة هذا الكتاب أن القصر الذي وصفه محمد بن صامل بقرية السُلَيْم قد يكون قصرًا بُني في عهد العباسيين، ثم أدخلت عليه تحسينات فيما بعد، ومنها هذه الفتحات لفوهات البنادق التي قدَّرتُ أنها - بدون ريب - مما وضع بعد عهد العباسيين في الزمن الذي استعملت فيه البنادق في الحروب، وذلك عهد جاء بعد انقضاء عهد العباسيين بعدة قرون.
ثالثًا - منطقة ذَرَة: سبق أن عرَّفنا (ذَرَة) حسب ما أفادنا به عرَّام، وفي ذرة من الشجر: العفار، والقرظ، والطلح، والسدر، والنشم، والتألب. وتُعمل القسيُّ والسهام قديمًا من شجر النشم وهو خيطان لا ورق له، (ومعنى "الخوط" لغة: الغصن الناعم)، والإثرار له ورق الصعتر وشوك كشوك الرمان، ويقدح ناره إذا كان يابسًا فيقتدح سريعًا، والعفار وورده أبيض طيب الرائحة كأنه السوسن.