أما عرب سُلَيْم في بلاد الجزائر: فكانت عوف من سُلَيْم تجاور رياحًا (من هلال) على حدود عمالة قسنطينة وتبلغ ناجعتها نواحي بونة (عنابة)، ولها بطنان: مِرْداس، وعلَّاق. ومن علَّاق: حِصْن ويحيى، ومن حِصْن: حكيم وبنو علي، ومن يحيى: الكعوب (بنو كعب)، ومن الكعوب: أولاد مهلهل، وأولاد أبي الليل، ومن أولاد أبي الليل: الأعشاش، واشتهر من شيوخ حكيم: أبو زيد بن عمر بن يعقوب، وابنه خليفة، ومحمد بن مسكين، وخليفة ابن أخيه، وكان منهم أول القرن التاسع الهجري الشيخ المرابط أحمد بن صعنونة بن عبد الله بن مسكين (١).
ويُفهم من فحوى أبيات لأشجع السُّلَمي أن جالية سُلَمية كانت تقيم ببغداد في أيامه وكان ركنها ومرجعها هو أحمد بن يزيد السُّلَمي الذي توفي في جرجان.
وبعد فإن من ذكرناهم فيما سلف، هم أحياء قبيلة بني سُلَيْم في الجاهلية والإسلام، حتى القرن الرابع عشر الهجري الذي نعيش الآن في عقده الأخير وجميعهم ممن نزحوا عن ديارهم الأصلية بين الحرمين مكة والمدينة.
وفيما يأتي نثبت أسماء أحيائهم المقيمين اليوم ومن قبل اليوم فيها صُعُدًا، إلى وقتٍ لا نعلمه الآن بالدقة.
وهناك ظاهرة اجتماعية لابد لي من الإشارة إليها هنا، وقد تكشفت لي أثناء دراستي بسلاسل أنساب بني سُلَيْم وغيرهم من القبائل العربية، وتلك الظاهرة هي أنه بطول الزمن وتتابع القرون وتعاقب الأجيال كثيرًا ما يحدث "تَغَيُّرٌ" في أسماء الأفخاذ والأحياء والبطون القَبلية، فينتسب كل جيل أو أجيال متقاربة في الزمن
(١) تاريخ الجزائر في القديم والحاضر، الشيخ مبارك بن محمد الهلالي الميلي، المجلد الثاني، طبع المطبعة الجزائرية الإسلامية بقسطينة، ص ٢٧٠ و ٢٧١.