للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه سقط مثلهم عددًا، لأن خلدون هذا هو الداخل إلى الأندلس، فمان كان أول الفتح فالمدة لهذا العهد سبعمائة سنة، فيكونون زهاء العشرين، ثلاثة لكل مائة) كما سيأتي بيانه (١).

وأعتقد أن هذه الظاهرة قد شملت أيضًا نسب عبد الرحمن الأنصاري، مؤلف كتاب "تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب"، فهو من أهل القرن الهجري الثاني عشر، وقد سلسل نسبه حتى وصل به إلى أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري خادم رسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد عد آباءه إليه واحدًا وعشرين أبًا فقط (٢)، وحيث إن الزمن الذي بين عبد الرحمن وأنس بن مالك هو أحد عشر قرنًا، فعلى قاعدة (أبي علم الاجتماع) عبد الرحمن بن خلدون - التي طبقها على سلسلة نسبه: يُحسب لكل مائة عام ثلاثة آباء، وهذا أقل ما يحتمل، وعلى هذا الترتيب يكون بينهما ثلاثة وثلاثون أبًا، لا واحد وعشرون أبًا فحسب كما ذكر.

وأسماء أحياء بني سُلَيْم وبطونهم المقيمين اليوم في بلادهم الأصلية بين الحرمين الشريفين قد كنت تلقيتها من حسين بن هندي السُّلَمي، رئيس "قرية الكامل" أم قرى بني سُلَيْم الآن، ومقر الإمارة في منطقتهم، والتي هي أقرب قراهم وديارهم إلى مكة وجدة اليوم.

كتب لي حسين بن هندي السُّلَمي، أسماء أحياء هؤلاء السُّلَميين وبطونهم المعاصرين في ورقة وقعها بيده باسمه، ثم تلوتها عليه زيادة في التوثق والتأكد، فأقرها، وهذه هي أسماء أحيائهم وبطونهم بموجب ما حوته تلك الوثيقة:


(١) التعريف بابن خلدون، لابن خلدون ص ١، طبع مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر.
(٢) تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب ص ٢٧، طبعة الشركة التونسية لفنون الرسم في يونية ١٩٧٠ م، ص ٧، تحقيق الأستاذ محمد العروسي المطوي بتونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>