على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكن قائدُ بني سُلَيْم في هذه الغزوة الجماعية للإسلام هو: سفيانَ بن عبد شمس السُّلَمي، لقد طابق اسمه اسم القائد العام للجيش المشترك في هذه الغزوة: سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، وسفيان السُّلَمي هو والد أبي الأعور السُّلَمي؛ الذي ستمر بك ترجمته في هذا الكتاب ضمن تراجم فصل:(الأمراء والقادة والولاة السُّلَميين).
وثالث الأدوار السُّلَمية، في مسرح الحياة الإسلامية، انحيازهم الكُليَّ إلى جانب الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في أول فتنة ضروس نجمت في العالم الإسلامي، وكان من الثمار التي اقتطفها بنو سُلَيْم من هذا الانحياز إلى الخليفة المظلوم - رضي الله عنه، أن اكتسبوا عطف بني أمية منذ تولي معاوية الخلافة، إلى أن انشقوا عن بني أمية حينما رُشِّحَ للخلافة مروانُ بن الحكم. وقد ولى معاويةُ أحد بني سُلَيْم أبا الأعور بن سفيان بن عبد شمس السُّلَمي قائد بني سُلَيْم في معركة الخندق بالمدينة - ولَّاهُ القيادة أيضًا، فكان قائدًا في الإسلام كما كان أبوه قائدًا ضد الإسلام، كما ولى هشام بعد استتباب الأمر لبني أمية عبيدةَ أو (عُبيدَ) بن عبد الرحمن السُّلَمي الذي نرى أنه ابن أخي أبي الأعور - ولَّاهُ على إفريقية.
وبمناسبة تولية أبي الأعور وعبيد بن عبد الرحمن السُّلَمي نقول: إن مبدأ مشاركة رجالات بني سُلَيْم في إدارة دفة شئون الدولة الإسلامية، وفي مناصب الولاية خاصة كانت له سابقة منذ عهد عمر بن الخطاب، حيث رأيناه يولي عُتبة بن فرقد السُّلَمي إمارة بعض فتوحات العراق، كما رأينا أيضًا المغيرة بن شعبة أميز البصرة لعمر بن الخطاب، يُوَلَّي مجاشعًا - بالنيابة عنه - إمارة البصرة، وما كان له أن يفعل ذلك إلا بموافقة من عمر بن الخطاب، كما رأينا عثمان بن عفان الخليفة الثالث بعد عمر، يُوَلِّي عبد الله بن خازم السُّلَمي - ولاية خراسان، ورأينا من بعده عبد الله بن الزبير يستبقيه على ولاية خراسان، لمَّا آلت إليه الخلافة في مكة المُشرَّفة.
ورابع الأدوار كان حينما نجم الخلاف المستشري بين عبد الله بن الزبير الذي بويع في الحجاز وغيره من بلاد الإسلام بالخلافة، وبين مُرشح بني أمية للخلافة خالد بن يزيد، افترق عرب الشام إلى حزبين حزب مع ابن الزبير، وكان من هؤلاء القيسيةُ الذين منهم بنو سُلَيْم، وحزب مع بني أمية، وقد قفزت بنو سُلَيْم إلى مسرح الحوادث في هذه المعركة السياسية، فرأينا أحدهم (ثور بن معن السُّلَمي)