للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وواقع الحال يطابق ما ذكر، وذلك في قد كنت وجدت في كتاب: "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية" للدكتور ناصر الدين الأسد، فصلًا كاملًا عنوانه: "الفصل الثاني في دواوين القبائل" وقد جاء في هذا الفصل: أن أبا القاسم الحسن بن بشر الآمدي المتوفي سنة ٣٧٠ هـ ألف ستين ديوانًا من دواوين القبائل، قال المؤلف عنها: "هي في ترتيبنا لها على حروف الهجاء كما يلي" .. ثم ذكر المؤلف بجانب الرقم المتسلسل الذي هو: [٢٤]- كتاب بني سُلَيْم، وسيبدو لك جليا أنه ليس المقصود من هذا الديوان كونه "كتابًا" بالمعنى المفهوم لدينا للكتاب كما يتبادر إلى الذهن، وإنما الغرض من صيغة (كتاب) هذه هو "الديوان"، بدلائل منها قوله في أول هذا الفصل: (الفصل الثاني دواوين القبائل)، ثم قوله فيما بعدُ عن هذه الدواوين من أشعار العرب التي بلغت [٦٠] ديوانًا: (ولم ينسب الآمدي شيئًا من هذه الدواوين إلى جامع أو صانع من الرُّواة العلماء، بل أرسلها هكذا غفلًا، إلا ديوانين منها) (١)، وبدليل قوله في الصفحتين ٥٥١ و ٥٥٢ من كتابه الآنف ذكره: (إن هذه الدواوين أو هذه الكتب هي أشعار القبائل)، وبدليل قوله: (وأول ما نلحظه في هذه الدراسة هي تسمية الديوان، فقد كانوا يطلقون على ديوان القبيلة أشعار بني فلان أو شعر بني فلان أو كتاب بني فلان، فالآمدي مثلًا يذكر في موطن من كتابه "شعر فزارة"، ويذكر في موطن آخر "كتاب فزارة"، وهما بمعنىً، ويذكر "كتاب بني يشكر" و "شعر بني يشكر"، ويذكر "كتاب بني عُقيل" و"شعر بني عُقيل"، و "كتاب بني أسد" و"أشعار بني أسد"، و"كتاب طيئ" و"أشعار الطائيين"، وكتاب "بني سُلَيْم" و"أشعار بني سُلَيْم" وهكذا" هـ.

وبدليل قوله بعد ذلك ما ملخصه: "إن في كتاب القبيلة أو في ديوانها فضلًا عن بيان حادثة تاريخية ذكرت في الشعر، أو في توضيح المناسبة التي قيلت فيها القصيدة، أو في تفسير بيت من أبياتها - فإنه يحوي نسب القبيلة أيضًا، وكل الأخبار والأحاديث والقصص الواردة في ديوان القبيلة أو كتابها أو شعرها - لم يذكر لذاته، وإنما ذكر لذكر الشاعر نفسه وشعره وقوله أخيرًا: إن "كُتُبَ القبائل


(١) مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية، للدكتور ناصر الدين الأسد، ص ٥٤٣ و ٥٤٤، طبع دار المعارف بمصر، ١٩٦٢ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>