للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الكاتب الإنجليزي ج. دبليو موري في كتابه الصادر في عام ١٩٣٥ م وقال في حديثه عن قبيلة المساعيد: ارتحل المساعيد إلى جوار غزة وتفرقوا إلى ثلاث فرق بعد حادثة هناك مع الدولة، الفرقة الأولى أولاد سليمان الذين اتجهوا إلى مصر وظل منهم قسم استقر في قطيَّة حافظ على اسم المساعيد، أما الفرقة الثانية من أولاد سليمان فقد اتجهوا إلى حوران، أما الفرقة الثالثة فكان منهم الأحيوات.

قلت: الفرقة التي اتجهت إلى بلاد حوران لا تزال تعرف باسم المساعيد حتى يومنا هذا، وهم فريقان فريق يقطن شمال الأردن وجنوب سورية في ضواحي جبل العرب، وفريق يقطن غرب نهر الأردن في فلسطين.

وأضاف ج. دبليو موري يقول: المساعيد احتفظوا بالاسم الأصلي فيما ذهب أولاد سليمان إلى مصر واستقرت الأحيوات في سيناء، وقال: أولاد سليمان الشرقيون قسم من المساعيد المستقرين في الشرقية وحوران، وأكد أنه لا علاقة لهم بأولاد سليمان من المرابطين (١) وأنه يجب عدم الخلط بينهما.

ويذكر الألماني أوبنهايم أن أولاد سليمان (٢) قسم من مساعيد سيناء وذلك في كتابه الصادر عام ١٩٤٣ م.


(١) أولاد سليمان ذكرهم من المرابطين هنا وهذا ليس صحيحًا وإنما أولاد سليمان في بلاد المغرب (ليبيا والجزائر) هم من بني سُلَيم العدنانية، ومن أولاد سليمان (سُلَيْم) قسم في مصر في الوقت الحاضر.
(٢) ذكر لي رواة المساعيد أن رجلًا من أولاد سليمان المساعيد (الأمراء) تخلَّف عن الظعن المتجه إلى سيناء، وقد كانت معه أخت جميلة تسمى (عنقا) فلما مر ببلاد التيه نزل ضيفًا على التياها وقبل أن ينزل على العرب صبغها باللون الأسود كي لا يطمع فيها أحد من العربان ويحسبوها جارية، فلما دخلت تساعد الحريم على أنها جارية وذلك في طهو الطعام فعرقت من وجهها فمسحت العرق عن عينيها فكشفت الطلاء فعرفتها العجوز صاحبة الدار وأعلمت صاحب الدار وكان شيخًا كبيرًا من التياها فطمع في الفتاة من حسنها، وقال للمسعودي بعد أن فرغ من طعامه وقد طلب صاحبته قال له التيهي: اذهب واتركها لأجعلن الأبيض، أي السيف يلحق عظامك، فخرج وجمع فرسانا من قومه بعد أن لحق بهم بعد عدة سنوات وهجم على التياها على حين غرة وفتك بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، وقد قاومهم التيهي مقاومة عنيفة ولكن فرسان المساعيد تغلبوا عليه وقتلوه، وظل المسعودي من الأمراء يبحث عن أخته ويقتل يمينًا وشمالًا في التياها، فلما رأت نساء التياها ثورته قالوا له على مكانها، وكان التيهي العجوز قد تزوج بها وعقب منها فلما سمعت بقدوم أخيها خافت على أولادها فقامت واحتضنتهم بين أرجلها ووضعت يديها مائلة عليهم، فقيل مثل عُرف في البادية حتى الآن من جميع قبائل العرب: "عنقا ضكت على جراها" أي عنقا المسعودية منعت أطفالها وضمت أرجلها عليهم، ويقال أن أولادها كانوا ثلاثة أخذهم المساعيد وحسبوا ضمن القبيلة وهم معروفون بينهم للآن. (وقصة عنقا المسعودية لها حواشٍ وذيول عند رواة المساعيد).

<<  <  ج: ص:  >  >>