للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكرهم الدكتور عباس مصطفى عمَّار في كتابه الصادر عام ١٩٤٦ م فقال: المساعيد تركت منطقة العقبة إلى غزة حيث تفرقت فسارت بطون منها جنوبا إلى العربة والحجاز، وسارت بطون أخرى عبر سيناء إلى وادي النيل حيث عُرفت هناك بأولاد سليمان، وتخلَّف منها شرقي القنطرة عدد ظل محتفظًا بتسميته الأصلية حتى الآن، وقال: بنو سليمان هؤلاء يفخرون بأنهم القبيلة الأصلية في سيناء ويرجح أنهم سكنوها مع بني واصل من عُقبة في زمان متقارب يرجح أن يكون في أوائل القرن الثامن الهجري بعد مذبحة غزة بعدة سنوات. ولقد قاسى أولاد سليمان من غارات الصوالحة والعليقات بعد ظهورهم بسيناء في القرن العاشر (١) وكثيرًا ما اشتبكوا مع أولاد سليمان المساعيد في حروب انتهت بتغلُّب الصوالحة والعليقات.

وأضاف عباس مصطفى عمار يقول: وضعف نفوذ بني سليمان في سيناء فهاجرت غالبيتهم إلى مديرية الشرقية بعد أن ضاق العيش بهم، والجماعة القليلة الباقية منهم في سيناء مركزة الآن في عدة عائلات صغيرة تسكن حول الطور منذ منتصف القرن الثامن عشر. وإذا كان بوكوك قد ذكر أن بطونًا من بني سليمان تنزل حول السويس فلعل هذه كانت بقية من بقاياها سكنت هناك، على حين هاجرت الغالبية العظمى إلى الشرقية، كما أشار عباس عمَّار إلى أن العلاقة بين بني سليمان في الطور وإخوانهم في الشرقية وثيقة فقال:

فطبيعي أن تكون تلك الفلول من قبائل بني واصل والنفيعات وبني سليمان المساعيد التي توجد قبائلها الكبرى الآن في وادي النيل متصلة كل الاتصال، وأن تقوم هناك علاقات قوية بين بني واصل في سيناء وقبائل بني واصل في أخميم بجرجا بصعيد مصر، وبين النفيعات بسيناء وبطونها في الشرقية، وبين بني سليمان وبطونهم من المساعيد في الشرقية أيضا.

وقال الجزيري رحَّالة الحج المتوفى عام ٩٧٧ هـ عن بني سليمان المساعيد فقال عام ٩٤٠ هـ: وأقاموا بنخل أياما وأكرت الحجاج كراءً ثانيًا مع بني سليمان، كما


(١) والصحيح أن ظهور هذه القبائل كان في نهاية القرن الثامن الهجري بسيناء وخاصة الصوالحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>