للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قومه إلى الإسلام، فأجابه في نفر من قومه بمكة، منهم مِخْتَفٌ وعبد الله، وزهير وبنو سُلَيْم وعبد شمس بن عفيف بن زهير .. هؤلاء بمكة) (١).

فأنت ترى أن ابن سعد قد نص على أنَّ هؤلاء السُّلَميين هم من غامد، ومن الأزد.

والواقع أن اسم "سُلَيْم" أو "بني سُلَيْم" هو من أسماء العربية المشتركة بين عدة قبائل عربية مختلفة الأنساب، فلسُلَيْم بن منصور - بضم سين سُلَيْم - هم من بني مَعْد بن عدنان لأنهم من قيس عَيْلان، وبنو سُلَيْم بطن من جُذام القحطانيين (٢)، وبنو سُلَيْم بطن من شنوءة من الأزد من القحطانية، وهم بنو سُلَيْم بن قطرة بن غنم بن دوس بن عُدثان - بثاء مثلثة - بن عبد الله بن زهران بن كعب … إلخ).

وقد ذكر القلقشندي بني سُلَيْم الذين هم بطن من جُذام أيضًا كما ذكر بني سُلَيْم الذين هم بطن من شنوءة من الأزد من القحطانية، إضافة إلى ذكره لبني سُلَيْم الذين هم من قيس عَيْلان، وهم الأشهر والأكثر عددًا (٣).

ويبدو لي أن "المقريزي" قصر بحثه علي بني سُلَيْم بن منصور الذين أخرجوا من ديارهم مرتين، مُرّة إلى مصر، ومرة بعدها من مصر إلى بلاد المغرب، ولم يتعرض للسُّلميين الآخرين) (٤).

وقد مر بنا في فصل: (بنو سُلَيْم أصلًا وفصلًا، وهجرات وتنقلات) تفصيل واف لفروع بني سُلَيْم بن منصور الذين هاجروا - عودًا على بدء - من المغرب إلى مصر في القرن الثاني عشر الهجري الموافق للثامن عشر الميلادي، ومر بنا أنهم قد انتشروا من غرب الإسكندرية إلى مديريات الفيوم والمنيا وبني سويف، كما انتشرت بطون منها في أرض الدلتا شرقًا وغربًا، وفي بعض مناطق الصحراء الغربية كما مرَّ بنا أيضًا. في ذلك الفصل، أسماء أفخاذ بني سُلَيْم المقيمين ببرقة في زمن القلقشندي (القرن التاسع الهجري).


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد، ص ٢٨٠، المجلد الأول، طبع بيروت.
(٢) في "لسان العرب لابن منظور أن "سليمًا أيضًا قبيلة في جُذام من اليمن" (مادة سلم).
(٣) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص ٢٧٣ و ٢٧٤، طبع مطبعة النجاح ببغداد.
(٤) البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، للمقريزي، طبع القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>