هذا، ولأشجع قصيدة ممتعة في أحمد بن يزيد بن أسيد السُّلَمي، (وكان يزيد قد اعتل ثم أفاق من علته):
لئن جَرحتْ شكاتُك كُلَّ قلب … لقد قرت بصحتك العيونُ
وحق لها بأن تخشى المنايا … عليك وأنت منكبها اليمينُ
ولو فقدتك قيس يا فتاها … إذن لتضعضعت منها المتونُ
ولو أن المنون بدت لقيس … لما نالتك أو يفنى المنونُ
وقد علَّق الرقيق القيرواني على الأبيات المتقدمة بقوله: "وكان أحمد بن يزيد (السُّلَمي) وأبوه (يزيد) شريفين مذكورين".
وحينما مات أحمد بن يزيد السُّلَمي الذي يبدو أنه كان ركنًا ركينًا للجالية السُّلَمية في "جرجان"، رثاه أشجع بقصيدة منها:
رحم الله أحمد بن يزيد … رحمة تغتدي وأخرى تروح
جبلًا أطبقوا عليه بجرجا … ن ضريحًا ماذا أجَنَّ الضريح (١)؟!
ولأشجع السُّلَمي قصيدة طويلة رثا بها عليَّ بن الحسين بن علي بن حمزة الملقب بالرضا وهو الذي جعله المأمون الخليفةُ العباسي وَلي عهد المسلمين، ثم توفي في حادث غامض بطوس فدفنه المأمون إلى جانب أبيه هارون الرشيد، وقد روى هذه القصيدة أبو الفرج الأصفهاني وقال عنها: "إنها لما شاعت غيَّر أشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد .. ".
وهذه أبيات مقتطفة من تلك القصيدة:
يا صاحب العيس يَخدْي في أزِمتها … اسْمَعْ وأسْمِعِ غدًا يا صاحب العيس
إقْرَ السلام على قَبْرٍ بِطْوسَ ولا … تَقْرَا السلام ولا النُّعْمى على طوس
فقد أصاب قُلوبَ المسلمين بها … رَوعٌ وأفْرخَ فيهما روعُ إبليسِ
وأخْلَسَتْ واحد الدنيا وسيدها … فأيّ مُخْتَلِسٍ منا ومخلوسِ
(١) تاريخ أفريقية والمغرب، للرقيق القيرواني، ص ١٥٤ و ١٥٥، طبع تونس.