للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نظم مبارك هذه القصيدة في ١٦ المحرم ١٣٩١ هـ.

وقصائد الوصايا للأبناء لها صابقات في قديمِ الشِّعْرِ العربي وحديثهِ.

عثرنا في كتاب: (ما رأيت وما سمعت) للأستاذ خير الدين الزركلي على قصيدة للشريف حامد بن عبد الله: "نشيد" طويل يوصي به ابنه (سعدًا)، ومنها قوله في المطلع:

يقول حامد يوم هَجرس (١) بالغنا … حديثْ أحلي من حليب القود

ويقول:

عسى الله يخَلِّي لي "سعد" يحتضي (٢) بي … لا أستوي في قبرى الملحود

ويبدأ وصيته له فيقول:

أنا أوصيك مني ياسعد واستمعْ لي … افطن ولا تنس وصاة العودْ

أوصيك في أسناع الشكالهْ تفيدها … ترى الشكالة حبلها ممدودْ (٣)

وأوصيك في ضيفك الْيَا جاك حَشِّمُهْ … تَجَمَّلْ ورحّبْ بُهْ على الْماجُودْ (٤)

فوصايا الشريف حامد بن عبد الله لابنه، وحسين بن هندي السُّلَمي لابنه، ومبارك عبد التواب السُّلَمي لحفيده من ابنته هي من هذا النوع من "النشيد"، أي "القصيد" في شعر الحميني الذي هو شعر باديتنا الوحيد اليوم.

ومن وصايا الآباء للأبناء أو أبناء الأخ ومن يشبههم في شعر العرب القُدامى قصيدة نونية وصى بها لبيد ابن أخيه ولم يكن له ولد ذكر، قهو من هذه الناحية يشبه حالة مبارك السُّلَمي حينما نظم قصيدته الثبطية في وصية حفيده لابنته، ومنها قول لبيد في تلك القصيدة يخاطب حفيده لابنته:

وافعل بمالك ما بدا … لك، إن مُعَانًا أو معينا

واعفف عن الجارات وامنحـ … ـهن ميسرك السمينا


(١) هجرس بالغنا: رفع صوته بالغناء.
(٢) يحتضي: يحظى. لا أستوي: إلى أن استوي.
(٣) الشكالة: الشجاعة.
(٤) اليا: إذا. الماجود: الموجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>