للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابذل سنام القدر إنَّ … سواءها دُهْمًا وجونا

ذا القدر أن نَضجَتْ وعجِّـ … ـلْ في قبله ما يشتوينا

إن القدور لواقح … يَحْلْبْنَ أمثل ما رُعيِنا (١)

ويمضي لبيد في وصيته لابن أخيه وذلك عندما شعر لبيد بوطأة الكبر، فيقول في القصيدة ذاتها:

وإذا دفنت أباك فاجـ … ـعَل فوقه خشبًا وطينا

وصفائحًا صُمَّا رَوَا … سيِها يُسَذَدْنَ الغضونا

ليَقِينَ وجه المرء سفا … ف التراب ولن يقينا

ثم اعتبر بثناء رهطك … إذ ثوى جدنًا جينا

وتراجعوا غُبرَ المرا … فق من أخيهم يائسينا

تلك المكارم إن حَفِطْ … ـتَ فلن تُرى أبدًا غبينا (٢)

ومن أجود قصائد الوصايا وأروعها وأمتعها قصيدة يزيد بن الحكم الثقفي معاصر الفرزدق وجرير، وهو يوصي فيها ابنه (بدرًا) بمكارم الأخلاق، ويدله على طرق المجد المؤثل والثناء المستطاب، يقول:

يا بدرُ - والأمثالُ يضربها … لذي اللب الحكيمُ

دُمْ للخليل بِوُدِّهْ … ما خير ودٍّ لا يدومُ

واعرف لجارك حقه … والحق يعرفه الكريمُ

واعلم بأن الضيف يو … مًا سوف يحمَدُ أو يلومُ

والناس مُبْتَنَيانِ … محمود البناية أو ذميم

واعلم بُنَيَّ فإنه … بالعلم ينتفع العليمُ

إن الأمور دقيقها … مما يهيج له العظيمُ


(١) يقول لابن أخيه اذبح الإبل السمان للضيوف والضيفات وعجل قبل نضج لحم الإبل ما تشوي الجارات إن القدور لقائح تجلب لناحرها من الشرف والحمد والذكر الحسن أكثر مما يطعم فيهن. ومعنى. "عين" استحفظن وجعل فيهن.
(٢) ديوان لبيد بن ربيعة العامري، ص ٢١٥ و ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>