هم أبي الهول وأبي القاسم وسليمان - وقيل سليم - ومحمد، وقد استقر بهم المقام في بلدة تاغرمين وسكانها من قبائل البربر، ولما تكاثر أحفاد الحسن بن المحسن العوفي السُّلَمي تغلبوا على سكان البلدة وملكوها بشدة بأسهم كما عُرف عن بني سُلَيْم.
ثم نشرهم اللهُ، وسُميت البلدة باسم (الزنتان) فيما بعد، وهو اسم أُطلق على أبناء المحسن ومن حالفهم، أو لقبٌ عُرفوا به في أوساط السكان بالمنطقة.
ويبلغ تعداد سكان بلدة الزنتان في الجبل الغربي بالوقت الحاضر حوالي خمسة وأربعين ألف.
وقد انتشرت فروع الزنتان في مزدة والقريات وسبها وأوباري، وتمتد أراضي ومناطق سكن هذه القبيلة القوية من سهل الجفارة والجبل الغربي إلى جنوب ليبيا حتى سبها وأوباري ومرزق غربا إلى حدود سيناون ودرج.
وبطون الزنتان الرئيسية بالوقت الحاضر هي أولاد أبي الهول، وأولاد الذويب، وأولاد عيسى، والعميان، وأولاد خليفة، وأولاد بلقاسم.
وتعدُّ قبيلة الزنتان بالوقت الحاضر من أكبر القبائل الليبية عددًا ومساحة في منطقة غرب ليبيا وهي أكبر قبيلة في خط جبل نفوسة، وكان لها دورًا بارزًا في الجهاد الوطني الليبي طيلة سنوات النضال والكفاح ضد الغزاة الطليان الفاشستيين في القرن العشرين الميلادي.
وقد ذُكرت قبيلة الزنتان في أغلب كتب التاريخ الوطني بما في ذلك مؤلفات الكُتَّاب الإيطاليين أنفسهم مثل الجنرال غراتسياني الذي كان يُلقّبه الليبيون "جزار فزان" وهو قائد القوات الإيطالية الغاشمة أثناء الحملة الثانية الوحشية والمدمرة على ليبيا بتوجيه من الفاشستي اللعين موسوليني، فقد ذكر غراتسياني في كتابه (نحو فزان) تصدِّي الزنتان لقواته في الجبل الغربي بكل قوة، وقد كبَّدوا الطليان خسائر فادحه في الأرواح والمعدات وقدَّموا تضحيات عظيمة.