للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وادي أتيل، وقام ثوار أولاد نايل بقتل عدوهم اللدود الباش أغا الشريف بللاحرش النايلي (١) وقريبه القائد قدور، وهو من الموالين للسلطات الفرنسية - بإيعاز من سي الأعلى - من قادة أولاد سيدي الشيخ وذلك في ١٣ من أكتوبر، ومن هناك اتجه الثوار إلى هضبة تادميت ومن ورائهم دائمًا قوات يوسف وليبير الفرنسية تطاردهم.

* وفي خلال عام ١٨٧٥ م تعاون ثوار أولاد سيدي الشيخ مع بعض قبائل زناتة وأولاد مولة، وشنُّوا عمليات غزو مشتركة ضد سكان البدو الخاضعين للسلطات الفرنسية وهاجموا بعض بادية (الشعانبة) في وادي زرقون وقتلوا البعض منهم وسلبوا قطعان مواشيهم.

ثم بعد عدة شهور من هذه الاحداث، أغار جماعة من الثوار المتمركزين في بلدة فيقيق المغربية على حدود الجزائر وفي الواحات الجنوبية لمدينة وهران على بعض (الشعانبة) في القصيبة، واستولوا على عدد من الإبل لهم، وجرحوا عددًا منهم. فردَّ شعانبة بورزقة، وشعانبة المواضي عليهم بتعاون مع أولاد سيدي الشيخ القاطنين في ديار الشعانبة في مدينتي متليلي والمنيعة، ونظموا غارات انتقامية خلال شهرى أغسطس وسبتمبر بزعامة بوررقة سي أحمد بن أحمد في حسيان الحمر، ووادي الساورة، وإيجلي، وقصر الوقارطة، وقصر زرامنة (أو زغامنة)، وحاسي القيسية، ووادي تافيلات، وأوقلت كصديص، ووادي درعة، وآيت الكباش وكلها مناطق داخل المغرب الأقصى، وقد ثار الشعانبة من خصومهم وفتكوا بهم في عقر دارهم وغنموا أضعاف ما أُخذ منهم.

وواصل شريف وزَّان (٢) جهوده خلال ما بقي من عام ١٨٧٥ م لدى زعماء أولاد سيدي الشيخ، وسليمان بن قدور بصورة خاصة ووافق الأخير بعد تردد في الذهاب إلى السلطان المغربي لمقابلته، ووعده بألا يعود إلى أي نشاط ضد الفرنسيين وضد سيادة المملكة المغربية، وذهب للرباط عام ١٨٧٦ م وقابل السلطان


(١) كان هذا الباش أغا الشريف بللاحرش خليفة للأمير عبد القادر الجزائري، وبعد استلام الأمير للقوات الفرنسية عام ١٨٤٧ م، أصبح فيما بعد موال لفرنسا.
(٢) وزان مدينة مغربية تقع في منطقة الريف شمال غرب المعرب الأقصى.

<<  <  ج: ص:  >  >>