للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر رين أن ناصر بن شهرة نشط في كتابة الرسائل إلى معظم زعماء سكان الصحراء الشرقية يستحثهم لحمل السلاح واللحاق به وبمحيي الدين ويبشرهم بقدوم جيش عسكري من قبل السلطان العثماني لتخليص الجزائر.

- ظهور جماعة المداقنة وبداية حركة بوشوشة الثورية ١٨٦٩ حتى ١٨٧٤ م.

* في حوالي عام ١٨٦٠ م طرد أحد رجال الطوارق من أهالي كلخلية بالهوقار بعد أن أصبح معدمًا فقيرًا فاتجه بأولاده السبعة إلى حب الريش من قرى شعانبة ورقلة واستقر هناك بين أهلها وتسلَّف بعض الإبل وأخذ يصطاد الغزلان عدة شهور لتوفير قوت أولاده، ثم اتجه إلى هضبة تيديكليت ثم إلى ضواحي المنيعة عام ١٨٦٣ م وخطف من عائلة أولاد الأشهب التابعة لأولاد زيد من فروع الشعانبة المواضي بعض الجمال فطارده علي بن الأشهب رئيس العائلة بصحبه محمد حاود زعيم أولاد فرج، وقتلوه مع ستة من أولاده واستعادوا بعض جمالهم، أما الابن السابع الصغير فقد نجا ببعض الجمال واتجه بها إلى عين صالح في عمق الصحراء الجزائرية.

وفي مجاعة عام ١٨٦٧ م اضطر الناس إلى أكل جذور الأعشاب والأفاعي وهاجر أهل أبو خنيفسة إلى مدينة المنيعة بحثًا عن مورد للرزق، وأغار بعض زعمائهم وهم سالم بن شراير والأخضر بن حورية والشيخ ابن زكري، على نفزاوة في منطقة الجريد بتونس خلال الصيف، وقطعوا بعد ذلك صحراء الحمادة بين وادي الشبكة ووادي النساء، ومن هناك إلى العالية وزلفانة والمنيعة وحصلت مشادات كلامية بين ابن شراير، ومعطي الله بوظفر الشعانبي وبو بكر بن عبد الكريم، فقال معطي الله لبو بكر: إنكم سُرَّاق تعتدون على من يفعل معكم الخير (١)، فأنتم مثل الطوارق "مداقنات" (٢)، وبقيت هذه التسمية علمًا بعد ذلك


(١) يقصد أن المعتدي عليهم من أهل نفزاوة عرب من جنسه (من سُلَيْم) وهم دائمًا يستقبلون الثوار من الجزائر ويعطفون عليهم، فكيف تقوم أعراب الجزائر من سُلَيْم وهلال بسرقتهم والإغارة عليهم؟!
(٢) يقصد أيضًا بوظفر الشعانبي الرجل الذي أكرمه الشعانبة وكان من الطوارق؛ ثم سرق إبلهم فقتلوه مع أولاده الستة.

<<  <  ج: ص:  >  >>