للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الجماعة التي دأبت على اختراق الصحراء لممارسة السطو والخطف حسب رأي لوشاتولي.

وكان أبو شوشة ضمن جماعة المداقنة هذه التي تأسست في تيديكلت عام ١٨٦٩ م واسمه الحقيقي محمد بن التومي بن إبراهيم ويُدعى بوشوشة أي الفارس، ولد بقرية الغيشة بجبال عمور في تاريخ لا نعرفه، والمتوقع أن يكون ذلك في مطلع القرن التاسع عشر، ومارس في صغره مهنة الرعي مما جعله يتقن حياة الفروسية ويتصف بالشجاعة.

وفي عام ١٨٦٣ م فرَّ بوشوشة من سجنه ببو خنيفسة واتجه إلى الحدود المغربية، ومن هناك اتجه إلى توات وأخذ يجمع حوله الأنصار والأتباع ويعد نفسه لحركة مقبلة، وفي عام ١٨٦٩ م تمركز في عين صالح وأعلن نفسه كشريف، فبايعه الشعانبة المواضي وفي العام الموالي ١٨٧٠ م بايعه شعانبة ورقلة فأخذت حركته تمتد وتنتشر، وادعى قارو بأن بوشوشة كان من أتباع السنوسية الأشراف المتمركزة بجغبوب شرق ليبيا، وأن نشاطه بين سكان المخادمة كان من أجل ضمهم إلى هذه الطريقة وحفزهم على مقاومة النفوذ والسيطرة الفرنسية.

* بعد أن عاد بوشوشة إلى تقرت يتنقل بينها وبين الدوسن وغيرهما من قرى المنطقة للدعوة لحركته هو وابن ناصر بن شهرة، وحاول أن ينتقم من أولاد زكري (١) الذين ساعدوا علي باي في أحداث تقرت فاستمال إليه ثلاث شخصيات هامة من أولاد جلال (٢) ليساعدوه على ذلك وهم الطيب الموسمي، والباش أغا ابن محلة، ومحمد ابن الحاج معمَّر.

وفي نفس الوقت وجه ابن ناصر بن شهرة مع مجموعة من الشعانبة إلى المهاري وأولاد زربة يوم ٢٠ يوليو على بعد ٢٨ كيلو مترا من أولاد جلال، ليهاجموا أولاد ساسي من أولاد زكري وانتزعوا منهم قطعان مواشيهم وإبلهم،


(١) أولاد زكري من عبد الله من العمور من الأثبج من عربان الهلالية.
(٢) أولاد جلال من يتامى من لطيف من الأثبج من عربان الهلالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>