للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن أولاد ساسي تجمعوا مع أولاد حركات وأولاد زكري الأخرين من قبيلتهم وكوَّنوا قوة كبيرة بها يوم ١٩ أغسطس ثم اتجهوا إلى بوادي الشعانبة في الشمال قرب وادي النساء بين الهاجيرة ونقوسة وهجموا على أعدائهم واستعادوا قطعان مواشيهم ونساءهم.

على أن بوشوشة لم يسكت على هذا العمل فهجم على أولاد زكري لكنه تعرض لهزيمة كبيرة وفقد عددًا كبيرًا من أنصاره وقطعان مواشيه وجماله، وتعهد له سكان الزقم وكوينين وتازروت من أتباع ابن قانة على دفع مقادير مالية مقابل رحيله عنهم ففعل.

وقد اهتم بوشوشة بشراء الأسلحة والذخيرة التي نشطت تجارتها آنذاك في مالطة وتونس بواسطة اليهود والمالطيين والإيطاليين في مواني نابل وسوسة، ومدن الكاف وقفصة التونسية، وعندما علمت السلطات الفرنسية بالجزائر طلبت عن طريق عملاء لها من اليهود بتونس أن تأمر الجالية اليهودية بالكف عن الاتجار بالسلاح وبيعها للثوار، فامتثل زعماؤها للأمر الفرنسي وعلقوا في بيعهم منشورًا دوريا أكدوا فيه عدم وجود أية فائدة تعود على اليهود من تجارة الأسلحة والبارود، حتى السوافة بقمار والواد ودبيلة وكل أنصار صف بوعكاز (١) امتنعوا عن ذلك بأمر من زاوية تماسين التيجانية جنوب تقرت مما أدى إلى مشادة بين أنصار ابن قانة وأنصار بوعكاز في قمار، وقُتل فيها وجرح عدد من الطرفين كما حصلت مشاكل مماثلة في زريبة الواد سوف.

وبعد هذه الحوادث كلها غادر بوشوشة ورقلة ووصل إلى نومرات يوم ٣١ أغسطس على بعد ٢٠ كيلو متر جنوب العاطف بميزاب ومعه حوالي ستمائة فارس من قبيلة المخادمة التابعة لشعانبة بوروبة وبعض قبيلة الصحارى (٢)، وهناك حضر إليه سي الزبير ولد بوبكر ولد سيدي الشيخ مع مجموعة من شعانبة المواضي وقائد


(١) من أشراف قبيلة الدواودة من رياح الهلالية (وسيأتي بيانهم في السرد عن قبائل الجزائر).
(٢) الصحارى قبيلة من زغبة من الهلالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>