الشعانبة بورزقة أحمد بن أحمد ذو السمعة الكبيرة لدى سكان الصحراء. وصاهر سي الزبير بوشوشة وزوَّجه من ابنة زينب بنت جلُّول، وتم عرس بوشوشة يوم أول سبتمبر ١٨٧١ م ودامت الأفراح أربعة أيام، وكافأ بوشوشة صهره الجديد سي الزبير فعينه أغا على ورقلة وسط زغاريد وولولة النساء وذلك في مكان ابن ناصر ابن شهرة.
وفي يوم ٧ نوفمبر هاجم بوشوشة القائد بولخراس بن قانة وقبيلة السعيد عتبة وجماعتهما في كويف جلبة بين العريشة والقرارة بوادي غير، وخلال هذا الهجوم أصيب بوشوشة بجروح بالغة وقتل عدد من رفاقة وفقد معظم زمالته، وكان المقرانيون الفارون من الشمال قد حضروا المعركة معه.
وبعد هذه المعركة حُمل بوشوشة إلى حاسي القطار جنوب ورقلة للعلاج من جروحه الخطيرة، ومن هناك اتجه إلى حاسي بوروبة واستقر بها منذ ٣٠ نوفمبر إلى أن شفي من جروحه، فعاد إلى نشاطه دون يأس من الجهاد، وألَّف يوم ١٧ ديسمبر خمس فرق من قواته بحاسي بوروبة: فرقة بقيادته هو وصهره سي الزبير، وفرقة من قبيلة الشعانبة، وفرقة من قبيلة المخادمة، وفرقة ابن شهرة، وأخيرًا فرقة المقرانيين الفارين من الشمال، واتجهوا جميعًا إلى حاسي قدور ومن ورائهم القوات الفرنسية تطاردهم، ومن هناك إلى حاسي تامزقيدة.
وفي يوم ٢ يناير ١٨٧٢ م انتزع الجنرال دولاكروا ورقلة من أنصار بوشوشة، ثم زحف على تقرت وسيطر عليها كذلك، وفي ٩ يناير التحم الثوار بالقوات الفرنسية التي كانت تلاحقهم - ولعدم تكافؤ القوة والسلاح - استولى الفرنسيون على معظم زمالة بوشوشة بما فيها من الأغنام والإبل والخيام والحبوب والتمور والزرابي. والنساء والأطفال والخدم.
وقُتل في المعركة عدد كبير بينهم أحد أحفاد ناصر بن شهرة وقُبض على بعض المقرانيين وصودرت أموالهم، وعلى أثر هذه المعركة افترق شمل الثوار وبوشوشة، فاتجه هو إلى الجنوب الغربي من الصحراء الجزائرية نحو قورد عيش