يوم ١٠ من يناير، وانفصل عنه ثوار الشعانبة واتجهوا إلى عين الطيبة من ديارهم في عمق الصحراء، واتجه صهره سي الزبير إلى عين صالح، واتجه ناصر بن شهرة، والمقرانيون إلى عين الطيبة مع ثوار الشعانبة ومنها اتجهوا إلى داخل الحدود التونسية.
اتجه بوشوشة بعد نكبته إلى مزوية في عين صالح ثم الساورة واستقر في كرازاز ثم رحل إلى قورارة عام ١٨٧٣ م بنصيحة من أولاد الأشهب من الشعانبة المواضي ثم إلى توات حيث ألف قافلة من الفرسان وأخذ يمارس الإغارة على خصومه في أنحاء كثيرة من صحراء الجزائر، وفي أواخر يوليو ١٨٧٣ م ظهر بالمنيعة وأغار على قطعان أولاد يعقوب من الأغواط والبيض وجبال عمور، واقترب من ورقلة فتعرض له آغاها السعيد بن إدريس بملاحقته، فانسحب إلى الخنافس وواجه ابن إدريس في حاسي الناقة خلال ديسمبر، فانتزع منه رمالته وزوجته فاطمة بنت جلول التي طلبت منه أن يعيدها إلى أهلها أولاد سيدي الشيخ، ثم اتجه بوشوشة بعد نكبته الأخيرة إلى جنوب شرق عين صالح، ثم بعد مدة اتجه إلى هضبة ويدير قانت، ولما علم أن زوجته اقتيدت إلى تماسين وسُلمت إلى أعدائه التيجانيين، هاجم زاويتهم ومعه ١٥٠ فارسًا في فبراير ١٨٧٤ م واستولى على ١٥٠ هودجًا عثر عليها في المراعي.
أخيرًا، التحم مع السعيد بن إدريس بتوجيه من الجنرال لييبير الذي كان يعسكر في مطماط بوادي غير، فعثر عليه يوم ١٩ فبراير في حاسي بوكلوة فلم يقدر عليه، وأعاد الكرَّة بقوات أخرى كبيرة وسقط بعد معارك دموية في معركة الميلوك جنوب عين صالح يوم ١٣ مارس وقُبض عليه ونُفذ فيه حكم الإعدام يوم ٢٩ يونية ١٨٧٥ م في معسكر الزيتون بضواحي قسنطينة شمال شرق الجزائر.
أما بقية الثوار الصامدين معه فقد تجمعوا في عين أحقان بعد المعركة النهائية واتجه الشعانبة وبعض أولاد سيدي الشيخ إلى عين صالح، بينما اتجه الطوارق إلى جبال الهقار، وبقوا هؤلاء جميعًا يواصلون نفس العمل في طول الصحراء وعرضها من الجزائر إلى السودان ومن فزان إلى توات حتى عام ١٨٨٣ م تحت اسم المداقانة.