ويقول ابن خلدون: كانت الرئاسة في أول المائة الثامنة للهجرة، لغلبون بن مرزوق، وهي اليوم أواخر القرن الثامن لحميد بن سنان بن عثمان بن غلبون.
ويقول الطاهر الزاوي في معجم البلدان الليبية ص ١٧١: من أولاد سالم قبائل: الأحامد والعلاونة وأولاد مرزوق (١)، ولجدهم سالم أخ اسمه سليمان وهو جد أولاد سليمان ومنهم أولاد سيف النصر.
ونص ابن خلدون عن منازل أولاد مرزوق في زمنه (نهاية القرن الثامن للهجرة) كانت في البلاد الليبية بمصراته ولبدة ومسلاته، ويظهر أنهم تسربوا إلى الجهة الغربية، إذ توجد منهم الآن أحياء في جبل غريان في شكشوك وغيرها في ليبيا؛ ومن هؤلاء تسرَّبت أحياء إلى البلاد التونسية (ويرجح أن يكون في نهاية القرن الثامن الهجري كما أجمع عليه المحققون في تونس).
فالمرازيق ليسوا سكان دوز والعوينة فقط ولكنهم أحياء منتشرة على طول مساحة الشمال الإفريقي، فهناك حي كبير منهم يسكن بالجيزة من أحواز القاهرة قرب الأهرام، وعلى الطريق المؤدي من القاهرة إلى الهرم، وعند اقترابك من الأهرام تقابلك على يسارك محطة أرتال كُتب عليها بالخط العريض (محطة المرازيق)، وقد زرت المكان وقابلت بعض السكان وهم أعراب تحسب نفسك حين تكون في قريتهم أنك في العوينة أو دوز بصحراء تونس.
وهناك حي عظيم منهم في بلدة شكشوك بطرابلس الغرب، وهنا في البلاد التونسية توجد أحياء للمرازيق في نابل وفي ماطر وفي جندوبة، ولا شك أنها كلها ترجع إلى قبيلة أولاد مرزوق الأولى التي جاءت إلى تونس بعد عرب الهلاليين.
وانتشرت قبائل المرازيق في شمال إفريقيا (بلاد المغرب) وتنقلت بين جهاته، فمنها من بقي في مصر وطرابلس، ومنها من ارتحل إلى الجزائر والمغرب الأقصى ومنها من بقي بتونس، ومنها من تردد بين هذه البلاد كلها فغرَّب ثم شرَّق، ومن هذه القبائل المترددة التي لم تستقر إلا بعد زمان (مرازيق دوز بتونس) الذين طالت
(١) وأضاف ابن خلدون في ج ٦ ص ١٧١ (العمائم) قلت: ومنهم العمايم الآن في ليبيا وتونس ومصر.