للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(البُرنس) ولا يمكن تمييز ملابسهم عن ملابس شيوخ الفلاحين، كما أن أقلهم شأنا كان يرتدي ملابس جيدة، وكانوا يقومون بأعمال السلب والنهب يوميا، ويفضلون السكن في قرى تكاد تكون خالية، كما أنهم لا يقومون بالزراعة بأنفسهم لاحتقارهم لهذه المهنة ويسخرون من الفلاحين للقيام بمثل هذا العمل.

وأهم مواطن هذه القبيلة قرية العرين حيث يقيم شيخ القبيلة، ويتفرع عنهم عرب جبار أو الجبابرة وعرب غزالة والدرابسة فيشغلون ضواحي بني سمرج وطحا، وكل القرى التي استقر بها عرب محارب بقيرة ومهجورة ونصف مهدَّمة وتخلو من الأشجار وقد استعانوا ببعض الفلاحين القلائل لزراعة بعض أراضيهم.

وقال أيضًا جومار عن عرب المصراتة (الطحاوي) (١):

هم يسمون عرب طه ويتفرعون من قبيلة محارب وقد استقروا بشمالي المنيا في قرى كبيرة واحترفوا الزراعة على النقيض من العرب الآخرين، وقليل من أولئك الذين ظلوا رجال حرب، وبذلك حصلت الأرض في قراهم على ميزة مزدوجة، فكانت تزرع على أيديهم بطريقة ممتازة وتحظى بحماية فرسانهم الشجعان ضد أعمال السلب والنهب التي قد تواجههم من القبائل الأخرى.

وقد كفوا عن الإقامة في الخيام وارتدوا زي الفلاحين الموسرين، وعاش الفلاحون في جوارهم وحماهم في ثراء ورخاء لعدالة شيوخهم وعدم احتقارهم للفلاح المصري كما كان يحدث من قبائل العربان الأخرى (٢).

كما ذكر محارب أميديه جوبير الفرنسي في وصف مصر وقال: منهم في المنيا بصعيد مصر، ومنهم في القرين وبلبيس في الشرقية.

وقال اللواء صلاح التايب في القبائل المصرية عن محارب:

مساكنهم في صعيد مصر، ومنهم عائلات شهيرة مثل البلهاسي وأيوب وجبر وعبد ربه، وهذه العائلات في مغاغة بالمنيا، وعائلة الشافعي بمطاي وسمالوط والمنيا.


(١) وهم غير الطحاوي في قبيلة الهنادي الآتي ذكرها.
(٢) قلت: في هذه الفقرة تناقض في رأي جومار عن قبيلة محارب في الفقرة الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>