وقال أحمد لطفي السيد في قبائل العرب في مصر عن محارب:
من أقدم القبائل الليبية في مصر ونزلوا قبل الحملة الفرنسية بحوالي مائة عام أي لهم في مصر ما يزيد عن ثلاثة قرون حتى الوقت الحاضر، وقد توطنت في محافظة المنيا من صعيد مصر وحسبت من قبائل العرب في حصر عام ١٨٨٣ م، وقد تركت محارب حياة البداوة والعيش في الخيام "بيوت الشعر" أي انتقلت من أهل الوبر إلى أهل المدر، وصارت تسكن القرى وتمارس حياة الفلاحين وتشتغل بالزراعة.
وتمتد ديار محارب من ضفة بحر يوسف اليمنى في تونة الجبل حتى البهنسا في المنيا ومركزهم الرئيسي في العرين، حيث كان يسكن شيخهم أبو زيد، وكانت تسكن أيضا في ديروط أم نخلة والحاج عبد الله في أبشادة وديروط ونحوهما، وبطون المحارب هي الجبابرة وغزيَّة والدرابسة والشوادي، وكلهم زراع يسكنون القرى، فالجبابرة في طوخ الخيل وما حولها، وغزية تقطن في ديروط أم نخلة وإلى شمالها، والدرابسة والشوادي في قرب سمرج وطحا ويوجه، وكان بعض الدرابسة يقيم في الخيام لعهد الحملة الفرنسية عام ١٧٩٨/ ١٨٠١ م، أما الفروع التي تُسمى بالعزيب أو الخوينين (١)؛ فينزلون قرب سمالوط. ويذهب أفراد محارب إلى الواحات الصغرى البحرية ويأتون بالتجارة كي يبيعونها في أسواق الصعيد مثل أسواق دشلوط ودلجا والقوصية وصنبو.
وكانت محارب تملك عددًا لا بأس به من الخيول الأصيلة والأغنام والإبل، وقد بدأت عند مجيئها بالغارات على القرى والاحتماء بالجبل والصحراء، ولكنها قد توطنت في حضن النيل بعد فترة قصيرة وتركت الصحاري وعشق الحرية الفضفاضة، وأصبح أفراد محارب منذ عام ١٩٣٠ م من أهل الزرع والضرع لا من أهل السلب والنهب والغارات، فقد ولى العهد البائد.
(١) العزيب والخوينين هم حلفاء تابعين لمحارب أصلهم من المرابطين.