ثم ذكرهم الصفدي في حوادث ربيع الأول عام ١٠٢٤ هـ الموافقة لعام ١٥١٥ م وذكر في حوادث ربيع أوك عام ١٠٣٠ هـ الموافقة لعام ١٦٢٠ م أن عرب الجبل في اللجاة وقال: وصارت عرب الجبل تتطاول على قرايا الغوطة فركب عسكر الشام بكبسهم فما أمكنهم لحاقهم وعادوا، وذكر في حوادث ربيع الأول عام ١٠٣٣ هـ الموافقة ١٦٢٣ م صدامًا بين عرب الجبل وعسكر الشام فقال: وفي الشهر المذكور أرسل مصطفى باشا سوباشي القنيطرة ومعه من البلوكباشيه الذين راحوا مع أستاذه من بعلبك عمر بلوكباشي، فكبسوا مشايخ عرب الشام أولاد أبي قيس فانهزمت العرب وغنموا في الأسباب والمواشي، وكانوا نازلين على بركة الملاحة من بلاد صفد فوصلوا إلى نزلهم صبيحة النهار فلم يجدوا منهم واحدم ولكنهم صبروا عليهم إلى أن وصلوا إلى جسر يعقوب، فلحقوهم وتصايحوا عليهم من كلّ جانب وتبعوهم فكسروا السوباشي والسكمانية، الذين معه وأخذوا خيولهم وسلاحهم وعادوا إلى الشام أزلامًا وثيابهم عنهم، منتزعة، وبعد ذلك بعشرة أيام عُيِّن مصطفى باشا طريفي حسن كتخدايري معه خمسمائة خيال من يكجرية الشام. ومن السكمانية التي عنده وأرسلهم ليكبسوا عرب الجبل لكثرة أذاهم للقرايا التي بأطراف الشام، ففعلوا هؤلاء أيضًا كما فعل أولاد أبي قيس وأخلوا لهم حتى كبسوا فردوا عليهم وهزموهم وانكسروا وما ثبت غير بلبوكباشي يقال له قرق أوغلي بلوكباشي، وقد كان نفرًا من السكمانية الذين توجهوا من بعلبك وفتح بيرقًا جديدًا في الشام فقتل من طائفته ثمانية أنفار في تلك المعركة وعاد العسكر المذكور إلى الشام غير منصور. ومساعيد الجبل ذكرهم غير واحد فقد ذكرهم القنصل الإنجليزي في الشام في تقرير بتاريخ ٢٦ تشرين الأول ١٨٦٩ م، وذكر في حديثه عن عرب حوران أن عدد بيوت المساعيد ٢٥٠ بيتًا وشيخهم فريوان السرور ويقطنون ضواحي الجبل، ثم ذكرهم حنَّا أبو راشد في كتابه الصادر عام ١٩٢٥ م وفيه أن المساعيد ٣٠٠ بيت والعصافير ٣٠٠ بيت وهم فرقة من المساعيد، وذكر أن المساعيد وغيرهم من عشائر الجبل تشترك مع الدروز في السراء والضراء حتى على عرب السلوط والقاطنة اللجاة قال: وكلها تسكن الخيم والخرب المهجورة في ضواحي قرى الجبل أو على الحدود السورية الأردنية.