للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحدث أحمد وصفي زكريا عن المساعيد حديثًا صافيًا فقال: قال البعض من الرواة أن أصل المساعيد من غرب العراق (١) وهم أقدم من الدروز في سكن الجبل، أي قبل عام ١١١٢ هـ يشتون في تل الأصفر على بعد ثمانية عشر كيلو عن عانات جنوبي الجبل أي في حرَّة الراجل أو أرض الجبانة، وربما بلغوا الأزرق أو محطة الأجفور في الحماد ضمن الحدود الأردنية، ويقيظون على هيئة زرافات صغيرة في قرى المقرن القبلي حول القرية وعين وعيون ومنهم من يصل إلى قضاء درعًا في حوران كما ذكرناه، وعددهم ٦٠٠ بيت وعندهم ١٥٠٠ بعير و ٤٠٠٠ شاة و ٢٠ فرسًا، وتعدُّ المساعيد من أكبر عشائر الجبل عددًا وأغناها بوفرة الماشية ويذكر أن نصف ماشية الجبل في يدهم، وهم أصدقاء عشائر الجبل وأعداء للروَّلة وبني صخر والعيسى والسرحان والشرارات، وطالما عقدت مؤتمرات لمصالحتهم مع هؤلاء وآخرها في أربد مركز لواء عجلون عام ١٣٤٨ هـ - ١٩٢٨ م، وهم ينقسمون إلى جزءين: العصافير والسميران، ففرق العصافير في السرور والمدلج والمواشة والشبار والكونش والتويني والهديب والمرشود والحطاب والمداحلة، وفرق السميران هي الغوانم والخاتم ورئيسهم الأعلى عودة السرور كبير. فرقة العصافير، وهو رجل ذكي وذو حرمة كبيرة في عشيرته وبين دروز الجبل ولا سيما لدى أسرتي جربوع وأبو عسلي في السويداء، وهو كثيرًا ما يُنتخب حكمُا في اختلافات عشائر هذه الأنحاء ويليه في الوجاهة عواد البريكة كبير السميران، وقد نكبت هذه العشيرة في ربيع عام ١٣٤٧ هـ - ١٩٢٩ م بنكبة كبيرة وذلك أن عشيرة الشرافات كانت غزت بني صخر في البلقاء بشمال الأردن وغنمت قسمًا كبيرًا من مواشيهم، فلحقتهم قوة نظامية أردنية من شرق الأردن بقيادة شاكر بن زيد الهاشمي - رَحِمَهُ اللهُ - مع سيارات ومدرعات وطائرات إنجليزية، فلم تجد هذه القوة أي أثر للشرافات في نواحي جبل العرب بل صادفت المساعيد مخيمين غربي أم الجمال، فأصلتهم القوة والطائرات نارًا جعلتهم يفرون تاركين مواشيهم وبيوتهم وأمتعتهم بعد أن حاولوا


(١) قلت: وذكر وصفي زكريا أن المساعيد من غرب العراق قول صحيح، لأنَّ سلالة هانئ بن مسعود من بني شيبان كانت تسكن غرب العراق وجنوبه وما زال لهم بقية حتى الآن ويُطلق عليهم المساعيد ومنهم في الكويت وعُمان كما أسلفنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>